هارولد هيمان
نجح كيم يونغ أون في تحويل المسألة الكورية إلى مسألة دولية. فهو لا يقول ما يريد الحصول عليه، رغم أن جميع الخبراء يتفقون على أنه يريد، مثلما أراد والده، «اعترافاً ديبلوماسياً أميركياً» بنظامه ومعاملة الند للند. ربما لا يريد الحرب.
بخلاف الجد المؤسس كيم إيل سونغ، فإن الزعيم الحالي كما كان والده يسعى وراء سراب المعاملة الندية. الزعيم المؤسس كان حاصلاً على اعتراف الصين والاتحاد السوفياتي وكان هذا يكفي آنذاك. اليوم انتهت هذه العلاقات الخاصة من هنا بحث «الشاب يونغ أون» على اعتراف من عدوه اللدود.
هذا الديكتاتوري الشاب لا يفقه شيئاً في الديبلوماسية الجيوستراتيجية الغربية. حكومته تسعى وراء رفع العقوبات التي تطال النظام، تريد حرية السفر والتنقل والحياة الرغدة … فقط لأرباب النظام. يريد الحصول على كل هذا بالقوة وبالتهديد والوعيد. فهو لا يفهم سوى لغة موازين القوى.
والد الحاكم الحالي كيم يونغ إيل اتبع دياليكتيك العنف وإخافة القوي للضعيف فهو لم يتوقف عن التهديد بتحويل طوكيو إلى رماد، ومع ذلك فإن رئيس الوزراء الياباني الأكثر شوفينية في السنوات العشرين الماضية، «جون-إيتشيرو كوئيزومي» حط في العاصمة بيونغيانغ وصافح الزعيم الشيوعي عام ٢٠٠٢. إلا أن الاتفاق الذي أعاد بموجبه الكوريون يابانيين مخطوفين سقط بسبب تعنت كيم يونغ إيل. وهذا هو أفضل مثال على رغبة الشماليين باللعب على موازين القوى.
ها هو كيم يونغ أون يهدد السفارات الأجنبية في بلاده يقول: «لن أستطيع ضمان سلامة الأجانب بعد العاشر من هذا الشهر». هل سوف يعلن الحرب؟ إذ أن أياً من أعدائه المعلنين لن يبدأ الحرب. هذا واضح. ولن ينسحب الديبلوماسيون، فعواصمهم لا تبدو قلقة. المجتمع الدولي يشير إلى الديكتاتور الشاب أنه «غير مسؤول» وأنه لا يعرف كيف يبدأ حرباً. وهذا بمثابة إهانة كبيرة للمتعالي كيم يونغ أون.
ولكن هل يقبل الغرب، رغم عدم الرغبة بالحرب، بأن تدوم مثل هذه التهديدات؟ فالديكتاتور الصغير لديه برنامج صواريخ فعال، ويمتلك القنبلة النووية، ما يضعه بعيداً أمام أيران.
إن الغرب وكوريا الجنوبية واليابان سوف يقولون يوماً ما STOP. عندها سيكون :كيم يونغ أون هو المسؤول. كلما زادت قلة اهتمام الغرب بالمسألة الكورية كلما ستكون المفاجأة أكبر للكوريين الشماليين. عندها سيكون على «زعيم ما بعد المراهقة وجنرالاته الكهلة» الاختفاء والهرب…أو الموت.