عادت الحمية والحماسة إلى قلب دارة بيت سلام في المصيطبة. وبالطبع عادت ذكريات «رجل الثورة» رجل الاستقلال رجل القرنفلة البيضاء رجل «لا غالب ولا مغلوب» صائب بك سلام.
عاد البيت البيروتي العتيق الذي يفتح أبوابه «كل يوم أحد» ليحتل مكاناً في الحياة السياسية بصورة أدهشت البيارتة بعد تكليف تمام بك سلام من قبل «١٢٤ نائب».
«أخبار بووم» كانت حاضرة ضمن الوفود الغفيرة التي توافدت على« القصر» منذ الساعة العاشرة صباحاً. فقد غص البيت البيروتي بالأحبة والمهنئين بالرئيس العتيد. «قباضايات الحي» الذين انتظروا أربعة عقود «هون بالحي» كما قال لنا مرحباً أحد أبناء المنطقة. الجميع وقف على الأبواب مرحباً، بات من الصعب معرفة من يزور ومن يستقبل، يهمس أحدهم بأذننا «دايما هيك بيت كرم أبوابه مفتوحة».
كان على الرئيس ان يعود الى القصر الجمهوري الساعة الواحدة والنصف. العيد يستمر في دار آل سلام.
كلامنا اولا كان مع السيد محمد المشنوق,الذي أكد على إيجابية الخطوة المتخذة, والذي أمل ان يؤدي هذا الإجماع الوطني الى صياغة قانون انتخابات يتوافق عليه الجميع, والى طاولة حوار.
اما زوجة الرئيس المكلف السيدة لمى بدر الدين سلام فقد كانت تبتسم للجميع وتمنت «أن يقوم زوجها باجتياز جميع الصعوبات الموجودة» وتابعت وهي تنظر إلى الوفود« ليحقق لكل المواطنين ما يطمحون اليه من الهدوء والأستقرار».
الحاج فيصل القواص, والد المسؤول الأعلامي لمكتب الرئيس تمام سلام, كان يتنقل بين المهنئين الذين توافدوا وهو يبتسم يقول «إنه يؤمن أن الأيجابية في تلك الخطوة هي إجماع الفرقاء جميعهم على اسم ابن سلام».ويضيف «بأن تمام بك سلام معروف بانه رجل توافقي وحيادي». وعند سؤاله عن تأثي هذا التكليف على «أحداث مثل أحداث طرابلس وتحركات صيدا؟»، يجيب بأن ما هو معروف عن الرئيس تمام بك سلام أن من أولوياته «الأستقرار» ويضيف مثل كل الذين تجمعوا حوله«هدف الرئيس تشكيل حكومة يتوافق عليها جميع الفرقاء».
أما بالنسبة للنأي بالنفس، فيتفق الجميع بأن « حنكته السياسية سوف تمكنه من الأستمرار بنفس السياسة التي اتبعتها الحكومة السابقة,بالأتفاق مع الجميع».
أما عن سلاح المقاومة فيجيب كل من سئل بأن «الملف سوف يوضع على طاولة الحوار», فيما يرى البعض أن «الرئيس تمام بك يعتبر المقاومة ضرورة للبلاد»,لكن الجواب يبقى على طاولة الحوار»,حيث يتفق الجميع على ضرورة الابتعاد عن اي استفزاز داخلي يعيدنا إلى الوراء.
المحامي صائب مطرجي, رئيس هيئة الدفاع عن حقوق بيروت, يقول «إن الجو السائد هو جو من الأرتياح العام في الأوساط البيروتية جمعاء» ويضيف بأن «تمام سلام هو رجل وفاقي ومعتدل ومقبول من كل القوى السياسية في وقت الذي كانت تمر الطائفة السنية بحالة من الهلع والأرتباك».
بالطبع يوافق مطرجي بأنها «حكومة انتخابات عمرها قصير» مما يعني ان الستة اشهر ليست كافية لحل كل الملفات الشائكة ولا يمكنها ان تقوم بمعجزات. ويرى أن «المهم في الأمر هو الأرتياح الذي سوف تمر به البلاد بعد فترة من الأحتقان الطويلة» ويشير إلى أن اختيار تمام بك «سيعيد فتح أبواب إيجابية مع دول الخليج العربي ويساهم في وطمانة الخليجيين» وينهي الى ان الأيام القادمة سوف تكون «اكثر انتاجاً على جميع الأصعدة».
وقد عبر بعض الأحبة والأصدقاء من الذين توافدوا إلى الدار عن انطباعاتهم ,فيقول الصحافي عبد الرحيم اللاز إن الرئيس «قد ورث الكثير عن والده لكنه اكثر هدوءاربما». وقد ذكر بعض الزوار كالمهندس يوسف قباني أن «تمام سلام هو بيروتي أصيل وصمام أمان للبنان». واحد العاملين في مكتبه عماد الفتى يقول «إن بيته مفتوح دائما للفقراء والسائلين».
الجميع يتفق على أنه «يوم جديد في بلد صغير كلبنان أوضاعه أكبر من مساحته, وأحواله أكبر من قدرات شعبه البالغ أربعة ملايين على التحمل».
لا يستائل أحد ما إذا كان تمام بك سلام هو الشخص المناسب في الوقت المناسب، الجميع فرح.
ما على اللبنانيين سو الترقب الانتظار.