- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“الوجه المحجوب للثورة التونسية”… رؤية سوداوية للثورات

وردة السعدي
صدر أخيراً عن دار أبوبسيكس الفرنسية كتاب “الوجه المحجوب للثّورة التونسية: الأسلمة والغرب، تحالف خطير جدّاً” لمزري حدّاد، وهو سفير تونسي سابق لدى اليونسكو. المؤلّف يعرض من خلال هذا الكتاب شكوكه تجاه مصداقية الثّورة التونسية ويصرّح على بعض المواقع: “تونس كانت تعاني من مرض عضال وداء مزمن، ذاك المرض اسمه ليلى بن علي وسريتها من المافيا، كان لا بدّ من معالجة هذا المرض بدل تحطيم هيكلة البلاد كلّها. وكمّا صرّحت في شهر يناير الماضي قبل استقالتي من منصبي لدى اليونسكو بوقت قصير أنّ ثورة الياسمين مآلها جرّ تونس إلى الأصولية، هاجس النّظام السّابق. لقد امتنع العديد من الصّحافيين المستقلّين والدّيمقراطيين عن كشف السّتار للرّأي العامّ عن حقيقة الثورات العربية، لقد ارتكبنا الضّرر ولا يزال الأسوأ قادماً، فالشّعب الذّي كان يعتقدّ أنّه قام بأروع ثورة في الكون، ها هو يصوّت لصالح حزب النّهضة ويجعله كحزب الطّليعة في تونس، إنّ أيّ شعب ناضج لأسلمة الوطن فهو شعب قاصر على استيعاب الدّيمقراطية، وإن كان الغير يعتبر تقدّم النّهضة نصراً للديموقراطية فهو بالنّسبة لي يوم حداد على الجمهورية، جمهورية النّخبة المستنيرة الوطنية التّي انبثقت بعد استقلال تونس في ظلّ بورقيبة، أمّا الآن فالحكم أصبح بين أيدي الإسلاميين وأتباعهم من التقدميين، حلفاءهم الاستراتجيين منذ عشر سنوات”.
ويتابع “قريبا سيشهد بلد طاهر حداد ومنصف باي وبورقيبة نظاما رجعياً تحت القيادة الوهابية القطرية. سيعرف البلد أحلك الفترات في تاريخه، لكنّ سيستيقظ التونسيون يوما ما وربّما أسرع بكثير ممّا نعتقده، فالمقام هنا ليس الحديث عن مقاومة الديكتاتورية بل المقاومة لكيّ تسترجع تونس استقلالها. لقد حانت السّاعة للوطنيين والجمهوريين والمعصرنين لمجابهة الفاشية الخصراء وحلفائهم من المرتزقة والانتهازيين”.
ومن خلال كتاب “الوجه المحجوب للثّورة التّونسية”، يرى الكاتب “أنّ رائحة نتنة تنبعث من ياسمين هذه الثّورات”. تساؤلات عديدة يطرحها مزري حداد فكلّ هذه التّحركات الشعبية يعسر عليه هضمها، ويرى في ما يسمويه الغير بـ”ثورة” إنّما هو في حقيقة الأمر احتيال سياسي وإعلامي ضخم ومشروع لشرق أوسطي جديد تحت أعين أميركية، فما صحّة كلّ ذلك؟