- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الإستقرار أتى بـ”سلام “

نجاة شرف الدين

فوجىء اللبنانيون الأسبوع الماضي قبيل الإستشارات النيابية في القصر الجمهوري ، باتفاق اللحظة الأخيرة ، على إسم الرئيس المكلف تمام سلام لرئاسة الحكومة اللبنانية . عنصر المفاجأة حضر من باب جو الإنفراج وعلى كافة المستويات ومن دون مبررات واضحة ،  الذي إنعكس على الواقع اللبناني وترك تداعياته حتى على الجو الأمني نتيجة تسمية الرئيس سلام لتكليفه بتشكيل الحكومة ، كما في الجو السياسي المرافق من خلال التصريحات المرحبة والمسهلة في التسمية وفي الدعوات ومن كافة الأطراف السياسية لتشكيل حكومة وفاق وطني . هذا الجو الإيجابي الذي رافق تسمية الرئيس المكلف ،  لم يستطع أحد من المحللين والمراقبين تبيان أسبابه المباشرة لا سيما إذا كان نتيجة توافق إقليمي ودولي أم صناعة محلية .
من الواضح ومن خلال الحركة الدبلوماسية التي تزامنت مع تسمية سلام ، أن السفير السعودي في لبنان علي عواض  عسيري ، كان له اليد الطولى في تقريب الوجهات عبر زياراته المكثفة ، كما من خلال تعبيره الواضح عن سرور المملكة مما سماه ” الخيار اللبناني الموفق ” آملا الإنتقال بلبنان الى مرحلة جديدة وأفضل ، رغم إصراره على القول بأن المملكة لا تتدخل بالشأن الداخلي اللبناني . هذه الحركة السعودية ، كان سبقها لقاءات وإتصالات من رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط ، تبعها زيارة الرئيس المكلف تمام سلام وقبيل تكليفه للسعودية ولقاءه الرئيس سعد الحريري ومن ثم عودته مباشرة للإعلان عن ترشيحه من بيت الوسط .
ترشيح سلام لاقاه ترحيب ” عراب ” التكليف رئيس مجلس النواب نبيه بري ، الذي حاك بلقاءاته المتواصلة مع حزب الله والتيار الوطني الحر ، التسمية ، لينال الرئيس سلام 124 صوتا من أصل. 128 . هذا التحول الإيجابي في التسمية ، تبعه مواقف إيجابية في تسهيل التكليف عبر عنها النائب محمد رعد كما الشيخ نبيل قاووق الذي قال ” كنا إيجابيين في التكليف وسنكون إيجابيين في التأليف، ونحرص على نجاح الحكومة لأن في هذا مصلحة كل الأطراف وكل الوطن” .
المواقف الإيجابية لم تقتصر على الجانب المحلي ، فقد عبر سفيرا روسيا وإيران ومن منزل الرئيس المكلف في المصيطبة بعدما هنآه بالتكليف ، عن دعمهما له وحرصهما على الإستقرار في لبنان ، إلا أن اللافت كان برقية التهنئة التي تلقاها سلام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كما من الإتصال الهاتفي من ولي العهد الأمير سلمان ، وهو ما فسر بالتحول في الموقف السعودي وبداية لمرحلة جديدة .
مما لا شك فيه ، أن التسارع في وتيرة الحلحلة السياسية في لبنان ، جاء نتيجة توافقات إذا لم تصل الى حد التسويات ، على إبعاد لبنان ، ولو مرحليا ، من إرتدادات الأحداث في سوريا ، ومما لا شك فيه أن عودة الدبلوماسية السعودية بقوة الى لبنان تؤشر الى تفاهم ما ، وبعدم إعتراض إيراني ، على تحييد لبنان وبقاءه مستقرا . فهل ينجح السلام الآتي مع تكليف ” سلام ” من بيت الوسط ، في إطالة أمد الإستقرار ، وإذا كان الإستقرار قد أتى بسلام الى رئاسة الحكومة فهل يأتي سلام بالإستقرار ؟