أعلن مفاوض نووي إيراني سابق يوم الخميس أنه سيرشح نفسه في انتخابات الرئاسة ليصبح بذلك اكثر الشخصيات اعتدالا بين الشخصيات التي رشحت نفسها حتى الان لخلافة محمود أحمدي نجاد في الانتخابات التي تجرى في يونيو حزيران ويهيمن عليها المحافظون.
وكان حسن روحاني (64 عاما) رئيسا للمجلس الأعلى للأمن القومي خلال رئاسة علي أكبر رفسنجاني الذي كان يتبع منهجا سياسيا عمليا أكثر من التمسك بالأيديولوجيات ومحمد خاتمي الذي دفع لاجراء إصلاحات اجتماعية وسياسية على نطاق واسع. وأشرف روحاني وهو رجل دين على محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا جعلت إيران توافق على تعليق الأنشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم خلال الفترة من 2003 إلى 2005. واستقال بعد أن تولى احمدي نجاد منصبه في أغسطس آب من ذلك العام. واستؤنف النشاط النووي ووجهت انتقادات لروحاني اتهمته بأنه كان شديد المهادنة في المفاوضات.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للانباء عن روحاني قوله امام تجمع من أنصاره يوم الخميس “نحتاج إدارة جديدة للبلاد لكنها لا تقوم على الشجار والتضارب وتآكل القدرات المحلية بل على الوحدة والتوافق واجتذاب الشرفاء والأكفاء.”
وانتخابات الرئاسة الإيرانية التي تجرى في يونيو حزيران هي أول انتخابات رئاسية منذ انتخابات 2009 التي شهدت انطلاق الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على إعادة انتخاب أحمدي نجاد.
وليس من الواضح ما إذا كان مجلس صيانة الدستور الذي يمكنه الاعتراض على المرشحين سيسمح لإصلاحيين بالترشح لكن منع عدد كبير من المرشحين ربما يضر بالمصلحة العامة في انتخابات من المفترض أن تعزز مزاعم إيران فيما يتعلق بالشرعية التي يستمدها النظام من خلال الديمقراطية.
ووصف سفير غربي سابق في إيران تعامل مع روحاني خلال إدارة خاتمي المفاوض السابق بأنه “يمكن التعامل معه” ومن المرجح أن يتسم أداؤه بالمسؤولية والهدوء فهو “محافظ وكفء وصريح”.
وبما أن الزعيم الأعلى علي خامنئي هو الذي يوجه السياسة النووية للبلاد فمن غير المرجح أن تحدث انتخابات الرئاسة أي تحول ملموس في السياسة في هذا الصدد.
وقال روحاني منتقدا السياسة الاقتصادية لأحمدي نجاد “حكومتي سوف تتحلى بالحكمة والأمل ورسالتي تتعلق بإنقاذ الاقتصاد وإحياء الأخلاق والتفاعل مع العالم.”
وأضاف “التضخم تجاوز 30 في المئة.. خفض قيمة العملة المحلية.. البطالة وانعدام النمو الاقتصادي من بين مشكلات البلاد.”
وقال هومان مجد وهو صحفي أمريكي من أصل إيراني مقيم في نيويورك إن روحاني ربما يجتذب بعض الناخبين الذين يتطلعون للتغيير دون أن يكون مبالغا في توجهه الإصلاحي بدرجة تحول دون ترشحه في الانتخابات.
وقال مجد “روحاني جندي مخلص لخامنئي ولا يعتبر خطرا على النظام. أعتقد أن إعلان مجلس صيانة الدستور عدم صلاحية شخص مثل هذا لخوض الانتخابات سيكون أمرا صعبا جدا