حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الجمعة كوريا الشمالية من أنها سترتكب “خطأ فادحاً” إذا نفذت خطتها لإطلاق صاروخ باليستي.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ سيه في مقر وزارة الخارجية في سيول عقب انتهاء محادثاتهما الثنائية، “إذا قرر (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون إطلاق صاروخ ( متوسط المدى من طراز موسودان) إن كان باتجاه بحر اليابان أو أي اتجاه آخر، فهو سيكون اختار أن يتجاهل عمداً المجتمع الدولي برمّته”. وأضاف “سيكون خطأ فادحاً اختبار فعل ذلك لأنه سيزيد عزلة بلاده وشعبه الشديد الحاجة إلى الطعام وليس إلى الصواريخ”.
وأضاف “موقفنا لن يتغير، والأمر يعتمد على خيار كيم جونغ أون”
وحث الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون “الذي ما زال يواصل تهديداته بالقيام باستفزازات” على “التوصل لخيار حكيم “. ووصف عملية الإطلاق المحتملة للصاروخ بأنها استفزاز “غير ضروري ومؤسف وغير مرغوب فيه”.
وجدد التأكيد بأن بلاده ستدافع عن نفسها وعن كوريا الجنوبية ضد أي تهديد كوري شمالي في صدى لتصريحات الرئيس باراك أوباما أمس.
غير أنه أضاف أن “الهدف الحقيقي لا يجب أن يكون تعزيز حقيقة أننا سندافع عن حلفائنا وهو أمر محسوم، بل يجب أن يكون تسليط الضوء على إمكانيات السلام وإعادة توحيد الكوريتين وإمكانية الوصول إلى مستقبل مختلف لشعب جمهورية كوريا وشعب كوريا الشمالية”.
وشدد كيري على عدم الاعتراف بكوريا الشمالية كدولة نووية، وقال “نحن جميعاً متحدون حول حقيقة أن كوريا الشمالية لن تقبل كقوة نووية واللهجة التي نسمعها منها غير مقبولة بجميع المعايير”.
وقال كيري، الذي أجرى زيارة مجاملة للرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه في القصر الرئاسي، إن بلاده تريد إجراء حوار مع كوريا الشمالية من أجل خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
غير أن كيري أشار إلى أن من الشروط المسبقة لإجراء الحوار هو التزام كوريا الشمالية بواجباتها أمام المجتمع الدولي، وتنفيذ وعودها له بنزع السلاح النووي.
وأوضح بأن بلاده لن تجري حوارا شكليا مع كوريا الشمالية مؤكداً على أهمية الجدية في اجراء الحوار.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي إنه اتفق مع نظيره الأميركي على بدء مفاوضات ممثلي فريق العمل بخصوص الاتفاقية النووية بين البلدين في وقت قريب.
وحث يون كوريا الشمالية على قبول مقترح حكومته لإجراء الحوار، في إشارة إلى اقتراح الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون اليوم والذي يعتبر أول دعوة منها لإجراء حوار مع الشمال، بعد أن ظلت تطالب كوريا الشمالية باتخاذ القرار الصحيح مثل الكف عن الاستفزازات والتخلي عن الأسلحة النووية .
يشار إلى أن رئيس الوزراء الكوري الجنوبي جونغ هونغ وون أعرب اليوم عن اعتقاده بأن اقتراح عقد محادثات مع كوريا الشمالية سيؤدي إلى تفاقم الموقف.
وقال وون “يتعين علينا تعريف كوريا الشمالية بأنها ستتكبد خسائر هائلة عند قيامها باستفزازات وبذل مزيد من الجهود لتعزيز قوة الردع”.
ووصل وزير الخارجية الأميركية إلى سيول اليوم في جولة آسيوية تقوده لاحقاً إلى الصين ثم اليابان.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما حث كوريا الشمالية في لقاء أمس مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون على “التخلي عن مقاربتها العدائية التي تعتمدها”، وأكد أن بلاده مستعدة للقيام بكافة الخطوات الضرورية لحماية مواطنيها وحلفائها في المنطقة.
وفي واشنطن أيضاً، كشف الستار عن جزء من تقرير سلاي لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية يخلص إلى أن كوريا الشمالية لديها أسلحة نووية صغيرة بما يكفي يمكن أن تحملها صواريخ باليستية.
غير أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جورج ليتل، شكك في الاستنتاج قائلاً إنه “من غير الدقيق القول إن نظام كوريا الشمالية قام بالكامل باختبار أو تطوير أو إثبات أنواع القدرات النووية المشار إليها في هذا المقطع (من تقرير الوكالة)”.
وكذلك عبرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن شكوكها في التقرير، مشيرة إلى أن مستوى التقنية الكورية الشمالية لم يصل إلى حد تخفيف وزن الأسلحة النووية وتصغير