- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عشية ذكرى ١٣ نيسان وحرب السنتين: لقاء روحي في جبل لبنان

مسيرة رجال الدين

بيروت – ديانا الزين (خاص)
الكتف ملتصق بالكتف، واليد ممسكة باليد، والابتسامة تعلو الوجوه، والوردة البيضاء تعلن حرباً سلاحها المحبة، وتمثال الشهداء شاهد أبدي على تاريخ لم تقتله الشدة.
الزمان: الجمعة في 12 نيسان، عشية ذكرى الحرب الأهلية. المكان: ساحة كل شهيد، وكل مواطن يرفض الحرب التي تلوح في الأفق.
اللقاء الروحي في جبل لبنان هي فكرة مشتركة لعدد من الرجال الروحيين، مثل الأب الياس صليبا من مدينة صيدا وغيره الذين اقترحوا تشكيل لقاء روحي بعيد عن السياسة  يقرّب بين المسيحيين والمسلمين وكافة طوائف لبنان.
هنا اجتمعوا كي لا يفترقوا في وقت قد لا ينفع فيه ندم.
يجتمع اللقاء في المناسبات الدينية، أي الأعياد المسيحية والإسلامية، كي يلقي المجتمعون كلمة يوصلون من خلالها «رسالة المحبة».
كذلك يزور اللقاء بعض المرجعيات في ظروف عدة من أجل إيصال رسالته. أما هدفه فهو أن يكون مثالاً للمواطنين اللبنانيين كي يجتمعوا على الاحترام والمحبة والأخوة.
يعتبر اللقاء ان الفتنة ليست في الأديان، فجوهر كل دين هو المحبة، وهي الأساس. ولا يختلف على المحبة أحد. الفتنة هي في العقول المتحجرة، وفي الأنانيات والفهم الخاطيء لبعضنا البعض.
الأب عبدو رعد، الذي يعتبر نفسه ناشطاً اجتماعياً, يقول لـ «برس نت»، إن اللقاء يتميز بكونه لقاء بين مجموعة من رجال الدين الذين يجتمعون على ذلك الجوهر:المحبة». ويستطرد «إضافة الى ذلك، هم يجتمعون على أكثر وأعظم ما في الوجود الا وهو كرامة الإنسان».
يكمل الأب عبدو بأن «محبة الله وكرامة الإنسان هما أساس البشرية»، وبسببهما تبقى المجتمعات ويزول الحقد والعنف.
واللقاء الروحي هو دعوة الى كل الناس للاجتماع معاً والتعارف والتلاقي من أجل هدم حواجز الخوف و«بناء الإنسان في قلب الإنسان».
ينهي الأب عبدو معتبراً أن«هذا اللقاء شمعة» .وأملَ «أن تضاء شموع مماثلة في كل مكان وفي كل بيت». وتمنى «أن تحل روح المحبة على كل قرار سياسي واجتماعي واقتصادي» ليكون مظللاً بالتعاون والتضامن «حيث لا حرب ولا شجار»
هو يدعو كل إنسان »كي يصلي عند قراءة كلماته».
أما الشيخ اياد العبد الله، من بلدة شحيم في إقليم الخروب، فيقول «نحن اليوم في ذكرى الحرب الأهلية لرفع الصوت عالياً لرفض الفتنة والحرب المقبلة».
بدوره الشيخ محمد علي الحاج، من بلدة شحور الجنوبية، إمام جامع سد البوشرية، يقول «حضورنا اليوم هو من أجل صلاة إسلامية –مسيحية ورسالة للمحبة عشية ١٣ نيسان».
بين الحضور أكثر من ثلاثين عالماً دينياً لا علاقة لهم بالسياسة «أهدافهم دينية بحتة» حسب هذا المفهوم المبني على المحبة المتبادلة. الحضور من جميع المناطق اللبنانية؛ من الشوف كان هناك العديد من المشايخ، على رأسهم الشيخ عامر زين الدين والشيخ أحمد طالب «المعروف باعتداله وانفتاحه.
يقول أحد الحضور،إنهم «يحاولون بصلاتهم ترطيب الأجواء في الداخل اللبناني».
وقد اختتم اللقاء بمسيرة «محبة» وتوزيع الورود على السيارات والمارة.