- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جبهة النصرة تسعى لإفراغ «القامشلي» من سكانها

بيروت – «برس نت»

بدأت معركة مدينة القامشلي معلنة انتهاء الاتفاق بين الجيش السوري الحر والأكراد في الشمال، وهو ما تتخوف منه شريحة واسعة من المعارضة السورية. إذ يدرك كل المراقبين أن هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها ٢٠٠ ألف نمسة ويسكنها أكراد وعرب  في نسيج مختلط من الديانات،ستكون مدينة النزاع بين العرب والأكراد «بعد انتهاء الثورة» مثلما هو حال مدينة الموصل العراقية.
وعندما فتحت معركة رأس العين بين وحدات حماية الأكراد وبين جبهة النصر سارع وسطاء في الجيش السوري الحر لوقف هذا النزيف وتوصلوا إلى اتفاق بتحييد المناطق الكردية ومنها تحييد «داخل مدينة القامشلي» الحدودية التي لجأ إليها الآلاف من النازحين من مناطق القتال الأخرى.
كسر الاتفاق مع الأكراد لم يكن بسبب الهجوم على مطار القامشلي الذي شارك فيه مقاتلون من الجيش السوري الحر وجبهة النصرة، بل بدأ بـ«خطف وتعذيب وقتل» أحد وجهاء الأكراد يدعى «إبراهيم خليل علي» على يد «كتيبة شهداء بدر». وقد شيع الأكراد في قرية «ماتينا» في منطقة عفرين القتيل في حين بدأت التحضيرات لـ«الانتقام» من أفراد الكتيبة المذكورة التي يقودها المدعو «خالد حياني» وهو الذي احتجز الناشط الكردي لثلاثة أيام عند طرف حي الأشرفية في الشيخ مقصود وعرضه لتعذيب شديد قبل أن يلقي بهوهو بين الحياة والموتف يأحد الشوارع.
وشرح مصدر لـ«برس نت» بأن الخلاف يعود إلى «ما بعد الاتفاق» بين الأكراد والجيش السوري الحر وننشأ إثر خلاف بين جماعة إسلامية من «الماردينلي» وعائلة «البيانون» الكبيرة، وصلت إلى حد الاشتباكات المسلحة بسبب الحواجز المزروعة على مسالك المنطقة. وقد ساهمت قوات النظام بتأجيج هذه المعارك بقصفها الفريقين ومحيط الشيخ مقصود.
ويقول المصدر بأن كتيبة شهداء بدر «ليست جهادية» بل تجمع حوالي الـ ٥٠ عنصراً فقط وتقوم بنهب وسرقة المارة وقوافل الشاحنات. ويشير إلى أن وحدات حماية الأكراد اتخذت قرار بحماية الطرق المؤدية إلى مناطقها وهذا ما قاد الكتيبة إلى خطف أحد قادة الأكراد وتعذيبه وقتله.
ويحاول وسطاء من الجيش السوري الحر القبض على أفراد الكتيبة وقائدها لمحاكمته منعاً لعمليات انتقام متبادلة.
إلا أن المفاجأة جاءت مع بدء «جبهة النصرة» هجوماً لاقتحام القامشلي وإسالها ثلاث قذائف هاون إلى الأحياء الكردية في وسط المدينة. وكان التوتر قد انتقل إلى أحياء كثيرة في المدينة بعد معارك الشيخ مقصود. وأفاد مصدر من داخل المدينة لـ«برس نت» عن قتال بين السريان المؤيدين للنظام مع السريان المناوئين له، قبل أن تتدخل «لجنة السلم الأهلي» لحل الإشكال. إلا أن قصف جبهة النصرة للأحياء الداخلية زاد من حدة التوتر.
وتفيد المعلومات عن استنفار وحدات الحماية الشعبية الكردية للدفاع عن المدينة «حتى آخر رمق» كما قال أحد القياديين. وقد طلبت الوحدات من الجميع إلتزام المنازل وعدم الخروج إلى الشوارع قدر الإمكان، خصوصاً بعد القصف الذي طال وسط المدينة وعدة أحياء قريبة من المطار.
في حين يؤكد الجيش السوري الحر أن العمليات لن تطال داخل المدينة يبدو أن «استراتيجية» جبهة النصرة هي «إفراغ» المدينة من سكانها عبر قصف عشوائي للأحياء.