وضعت الزهور المتفتحة واحرقت الشموع الجديدة يوم الاحد في ضريح “القديس هوجو شافيز” في كراكاس حيث صلى محبو الزعيم الاشتراكي الراحل داعين لأن تتحقق آخر أمنياته في الانتخابات الرئاسية.
وقبل وفاته بمرض السرطان الشهر الماضي حث شافيز الملايين من أنصاره على التصويت في حالة وفاته لصالح نائب الرئيس آنذاك نيكولا مادورو كحامل للواء الاشتراكية.
وأصبح ذلك أشبه ما يكون بأمر مقدس بالنسبة للكثيرين.
وقالت ربة منزل تدعى كارمن فيجيروا (57 عاما) وهي تضغط بيدها على ملصق لتشافيز في المذبح المؤقت على جانب طريق مزدحم “لقد جئت إلى هنا أنشد مباركة قائدي حتى يتمكن الرجل الذي اختاره وهو مادورو من المضي قدما حاملا إرثه” .
ونشأ المزار بصورة تلقائية في حي 23 يناير بالقرب من مبنى عسكري تحول إلى متحف وكنيسة صغيرة حيث يحفظ رفات شافيز في تابوت رخامي.
وقالت اليزابيث توريس (48 عاما) التي تملك كشكا مجاورا للضريح وتعتني به “لم يقبلوا الزهور والشموع هناك (في الداخل) ولكن الناس يرغبون في ان يتركوا اشياء للقائد لذلك قرروا ان يفعلوا شيئا هنا في الخارج.”
وتهيمن لافتة كبيرة تحمل صورة وجه شافيز مع صورة تشير إلى السيد المسيح يحمل صليبا على منتصف ما أصبح يصفه البعض بأنه “مزار الشعب.”
وعلى الارض صور كثيرة للزعيم الراحل وقديسين مسيحيين. وتشمل المعروضات كوب ماء وقدحا للقهوة حيث كان تشافيز يحتسي القهوة السوداء يوميا قبل أن يبدأ في علاج السرطان.
وأصبح مذبح “القديس هوجو شافيز” واحدا من الكثير من التعبيرات الدينية في جميع أنحاء فنزويلا منذ وفاته في الخامس من مارس آذار.
ورسخت وفاته في عمر 58 عاما بالفعل ما يشبه العبادة بين المؤيدين الذين يعشقون أسلوبه البسيط التلقائي وبداياته المتواضعة وخطابه الهجومي “المناهض للإمبريالية” وتوجيه عائدات النفط في مشاريع الرعاية الاجتماعية.
لكن بالنسبة للمعارضين -في دولة منقسمة الى حد كبير بعد حكمه الذي دام 14 عاما واتسم بالاستقطاب – ينبغي أن تبقى ذكرى تشافيز أيضا على ما يرونه تخويفا للخصوم واستبدادا وإهدارا للطفرة غير المسبوقة في دخل النفط من خلال الفساد وعدم الكفاءة الإدارية.
ويقول أنصار مرشح المعارضة هنريك كابريليس الذي يحتل المرتبة التالية لمادورو في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التي تجرى يوم الاحد إن اصحاب السلطة والنفوذ يستغلون بشكل مثير للسخرية ذكرى تشافيز لاستمرار سيطرتهم على السلطة.
وفيما يكشف كيف تساوت شدة كراهية تشافيز مع حبه كان بعض الفنزويليين يشربون الخمر فرحا عندما توفي.
وقالت فيجيروا ان هؤلاء الناس يقللون من تاثير تشافيز.
واضافت وهو تلصق صورة صغيرة لمادورو تحت ملصق بصورة تشافيز “لن يفهموا أبدا. قبل شافيز كنا جهلة واذلاء. لقد حقق الكرامة للفقراء”
وبالرغم من ان إرثه يهيمن على الحملة الانتخابية مع مزاعم البعض في صفوف المعارضة بأنهم مضطرون لمحاربة “شبح تشافيز” وليس مادورو يجد الكثير من الفنزويليين أنه من الغريب أن يجرى التصويت دون وجوده يوم الاحد.
ولا يوجد مكان أصدق في التعبير عن ذلك من الشوارع المحيطة بمدرسة مانويل بالاسيوس فاجاردو حيث أدلى تشافيز بصوته مرارا خلال الانتخابات والاستفتاءات الكثيرة منذ أول انتصار له في الانتخابات الرئاسية عام 1998.
وكان تشافيز كثير الخطابة يقف عادة لتحية الحشود ويدلي بخطبة طويلة حول الديمقراطية بعد الادلاء بصوته.
وقال ساكن محلي يدعى بيدرو بلانكو وهو محام يبلغ من العمر 63 سنة وهو واقف في الصف للادلاء بصوته “يمكن أن تشعر بالسعادة والأمل بالقرب منه”.
واضاف “أنا أصوت له مرة أخرى اليوم. انه الرجل الذي يشغل تفكيري.. من المحزن بالطع انه لم يعد هنا.. لكن العالم لم ينته .. اليس كذلك؟ روحه معنا. ومن ينوب عنه على الأرض هو مادورو “.