- باريس ــ «أخبار بووم»
- منذ ثلاثين سنة ورفعت الأسد صامت لا يتكلم، حتى ظنه الجميع أنه بات رجل أعمال تناسى السياسة وهمومها وغاص في جمع الأموال ما بين ماربيا ولندن، مروراً في عاصمة النور باريس. منذ أقفل صحيفتة اليومية «الشام» وانتقل بأعماله الإعلامية إلى لندن، اعتبر أكثر من مراقب بأن «رفعت الأسد طوى صفحة السلطة» وبات يفكر بحماية مصالحة المالية والتجارية.
- حركة بسيطة في خضم الثورة المتأججة في بلاد الأمويين جعلت اسمه لمدة أيام تحت الضوء، قبل أن يعود إلى الظل: فقد صدر عن أكثر من مصدر أن «رفعت الأسد يسيل ممتلكاته» وأنه يطرح للبيع عدداً كبيراً من الممتلكات. وقد تساءل المتابعون عن سبب هذه الحركة المفاجئة، وخصوصاً أنها جاءت بعد صدور سلسلة العقوبات وتبين أنه غير مستهدف البتة في لائحتها الأولى والثانية. لم تكف التساؤلات حتى جاءت حركة ثانية هذه المرة في باريس بشكل مؤتمر لمنظمة القرن الـ ٢١، أعلن عنها بشكل شبه سري في البداية رغم كونها مؤتمراً مفتوحاً لمشاركة الجمهور من شتى الآفاق وليس من حيث المبدأ محصوراً بالشأن السوري.
إلا أن «أخبار بووم» علم من عدة مصادر أن دعوات «شخصية وجهت» للحضور والمشاركة لأن الهدف هو «إنقاذ سوريا». كما تبين أن عدداً من الحضور قد جاء «آكل، نايم، مستمع»، كما قالت لنا سيدة رفضت الإفصاح عن اسمها لأنها «يمكن أن تعود إلى البلد» وهي تصنف نفسها «معارضة لبشار».
منظم المؤتمر هي «مؤسسة القرن المقبل»، وهي مؤسسة خيرية مختصة بحل الصراعات، كما أن لها دوراً «في دعم مبادرات السلام في منطقة الشرق الأوسط». يقول المسؤولون عنها إنها تعمل على «تشجيع الحوار بين صانعي القرار في المناطق التي تشهد صراعات». ولكنها تشدد على «اهتمامها بالشرق الأوسط» وعملية السلام. وشعار المؤسسة «هذا هو وقت السلام والتراضي فقد آن أوانُ التغيير».
بالطبع لم يكن هذا رأي الذين حضروا وهدفهم الظاهر «منع المؤتمر وفضح رفعت». نحن السوريين «معارضين لبشار الأسد ولعمه»، هكذا صرخ سوري لم يتردد من البوح باسمه، «أكتب اسمي هيثم المصري». لم يكن عدد المعترضين على المؤتمر كبيرآً إلا أن صوتهم كان يسرد تاريخ رفعت «من حماة حيث ٤٢ ألف قتيل ضربهم من البحر والجو والبر». بعد أخذ ورد استطاعت الشرطة أن تخرح المتظاهرين ولكن أجواء المؤتمر كانت متلبدة.
ما قاله رفعت في مداخلته، التي بدا المؤتمر مركباً من أجل أي يلقيها يمكن اختصارها «بأنه معارض» وأن الشعب السوري يعاني ومسلوب الحريات قبل وصول آل الأسد إلى الحكم ومع ذلك فهو يدعو إلى تجنيب البلاد المخاطر وأنه آن الآوان للنظام أن يتنازل ويفتح الباب أمام الحريات والديموقراطية. وشدد أنه «مع تغيير النظام».
تخرج متظاهرة استطاعت الإفلات وحضور قسم من المؤتمر وهي تلطم على وجهها «ما هذا الكذاب لقد ذبحنا واليوم يريد أن أن يبيعنا ديموقراطية؟». يقترب منها معارض آخر لم تعد تدري أهو معارض جاء مع «تذكرة طائرة مدفوعة من رفعت ومقيم في فندق رفعت» أم معارض لاجئ أو مقيم في باريس، ويسأل المرأة هل سمعت ما يطلبه الأكراد في الداخل؟ ويجيب «يريدون الاعتراف بقوميتهم ويريدون سحب اسم العربي من اسم الدولة ويريدون أن تكون اللغة الكردية لغة رسمية». وقبل أن تجيب المرأة يخرج الرجل من بهو الفندق دون أن ندري أين هو من المعارضة.
ماذا يريد رفعت من هذا المؤتمر؟ مقرب من رفعت «لا يتعاطى السياسة» ويدعى صداقته يجيب من دون تردد «يريد إنقاذ العلويين».
