- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تحذيرات أممية من تدهور الوضع الانساني في سوريا

حذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، من أن نصف سكان سوريا البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة، سيحتاجون لمساعدات قبل نهاية العام الحالي، معتبراً أن الأزمة في سوريا هي الأسوأ من نوعها تتعامل معها مفوضيته في تاريخها.
وقال غوتيريس في مقابلة مع صحيفة (الغارديان) نشرتها في موقعها على الإنترنت، اليوم الجمعة، إن “الحرب الأهلية في سوريا أكثر وحشية ودماراً من الحرب في أفغانستان والعراق، وتحولت إلى أسوأ كارثة إنسانية منذ نهاية الحرب الباردة”.
وأضاف أنه “لا يتذكر أية أزمة أخرى يُجبر فيها ما يصل إلى 8000 شخص على الفرار من بلادهم عبر الحدود بمعدل يومي، ومن المرجح أن يكون لدينا بحلول نهاية العام 3.5 مليون لاجئ سوري فيما سيصبح نصف سكان سوريا بحاجة ماسة للمساعدات، وهذا أمر غير مفهوم”.
وذهب غوتيريس في توقعاته إلى أبعد من ذلك حين حذّر من أن الحدود الحديثة للشرق الأوسط واتفاقيات ما بعد الفترة العثمانية التي ترتكز إليها “قد تنهار ما لم يتم وضع حد للأزمة في سوريا”. وقال إن “الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط الحديث تستند إلى اتفاقية سايكس ـ بيكو باستثناء الوضع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، غير أن الصراع في سوريا يمكن أن يضع هذه الاتفاقية موضع تساؤل للمرة الأولى”.
وأضاف المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إن الصراع الدائر في سوريا هو “الأكثر وحشية من نوعه والأسوأ منذ نهاية الحرب الباردة، إذا نظرنا إلى تأثيره على السكان أو النسبة المئوية من مجموع السكان المتضررين”.

وتوقع أن “يزداد الوضع في سوريا سوءاً ما لم يتم التوصّل إلى حل”، مشيراً إلى أن لبنان والعراق والأردن “يواجهون تهديداً حقيقياً من مضاعفات الأزمة في سوريا”.

وأضاف غوتيريس “لم يكن هناك شبر واحد من التقدم نحو ايجاد حل سياسي في سوريا، وهذا يعكس حالة الإحباط الهائل التي وصلنا إليها في الإدارة العالمية والتي لا يستطيع أحد معالجتها، وحقيقة أن العالم أصبح متعدد الأقطاب ببروز قوى جديدة، مثل مجموعة بريكس والصين وروسيا والبرازيل والهند”.

وقال إن العالم “يفتقد الآن إلى مجموعة واضحة من القوى، ووسيلة لتحقيق توافق في الآراء بين اللاعبين العالميين أو لتحقيق عمل مشترك أو القدرة على انتاج أي حل، وعلى النقيض من مرحلة غزو العراق، حين كان هناك عالم أحادي القطب مع قوة عظمى واحدة”.