باريس ــ «أخبار بووم»
ترتفع شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رويداً رويداً في استطلاعات الرأي، ويخف بريق فرانسوا هولاند رويداً رويداً منذ أن احتل موقع مرشح الحزب الاشتراكي، إلا أن الأنظار تلتفت أكثر فأكثر نحو مارين لوبن التي أظهرت آخر الاستطلاعات بأنها باتت في هامش يتراوح بين ١٨ و٢٠ في المئة في الدورة الأولى، وهي أرقام لم يحلم بها والدها في سنواته العديدة في ممارسة العمل السياسي. يدل هذا، في حال دامت هذه الأرقام، أن لوبن سوف تقطع طريق أحد المرشحين الأساسيين، فإما أن تتواجه مع ساركوزي في الدورة الثانية في إعادة لما حصل مع شيراك في العام ٢٠٠٢ عندما تواجد في وجه والدها، ما اضطر الحزب الاشتراكي إلى الدعوة لانتخاب شيراك خوفاً من وصول اليمين المتطرف إلى الإليزيه، أو أن يكون خصمها في الدورة الثانية هولاند، ما يطرح سؤالاً حول «تنازل اليمين لصالح هولاند»، وهو شيء غير مؤكد البتة، ما يمكن أن يقود إلى «تفسخ» حزب تجمع الأكثرية الشعبية الحاكم بين مؤيد لليمن المتطرف وبين من يدعو للوقوف بوجهه حتى ولو تطلب الأمر التصويت للاشتراكيين.
وحتى في حال أنقذ ساركوزي نفسه في الدورة الأولى والتقى مع هولاند، فإن شروط فوزه ليست مؤمنة البتة. فحسب آخر دراسات قام بها الحزب الحاكم واطلع عليها موقع «أخبار بووم»، فإن من أصل كل ٢٠ صوتاً تذهب لليمين المتطرف في الدورة الأولى، هناك ٥ تعود لليسار في الدورة الثانية، و٧ فقط لساركوزي، بينما يعتكف ٧ عن التصويت. وحسب هذه الدراسة، فإن الأفق مقفل في الدورة الثانية إذا لم يستطع ساركوزي جذب ناخبي اليمين المتطرف من الدورة الأولى.
وبالطبع يرى البعض أنه سوف يحاول استعمال نفس اسلوب عام ٢٠٠٧ لاستدراج الناخب اليميني المتطرف عبر الحديث عن المهاجرين والتلويح بمطلب الاشتراكيين لفسح المجال أمامهم للتصويت في الانتخابات المحلية، وهو ما ينفر منه اليمين المتطرف، والحديث عن المخدرات للتشديد على أن برنامج اليسار يتضمن السماح بتدخين القنب الهندي (الحشيش) لمنع الشبيبة من الوقع في أشباك المهربين. وبالطبع الحديث عن الأمن.
إلا أن أكثر من خبير يتوقع أن «لا يقع الناخب اليميني مرة ثانية في فخ الوعود الساركوزية» وأن يكون الخيار «تفضيل الأصل على التقليد» والبقاء في كنف اليمين المتطرف الذي يهبّ هواء الشعبية في شراعه في أوروبا، وأفضل دليل على ذلك الشعبية التي تحصل عليها مارين التي لم تعد تتردد بقبول دعوات من جمعيات عربية وأفريقية رغم عنصرية طروحاتها. وذهب بها الحد إلى دعوة سفير إسرائيل في نيويورك خلال آخر زيارة لها بمناسبة الجمعية العمومية السنوية للأمم المتحدة، رغم أنه بين الجبهة الوطنية والطائفة اليهودية في فرنسا خلاف تاريخي وإيديولوجي و”بعض مما صنعه الحداد”.