- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نصرالله قائد المعركة الإقليمية

خامنئي مستقبلاً نصر الله

كتب بسّام الطيارة

التقى الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، وقبل حوالي الأسبوعين المرشد الأعلى لإيران، السيد علي خامنئي، بحسب مصادر متقاطعة. وقد كتبت بعض الصحف أن اللقاء كان سرياً إلا أن مجرد الإعلام عنه وتوزيع صور لقاء المرشد الأعلى ونصر الله يكفي لدحض مسألة السرية.
كتبت عدة وسائل إعلامية «تفسر اللقاء» بأنه « تنفيذ لاتفاق الدفاع المشترك في سوريا» وحسمت صحف بأن اللقاء جاء لرسم «استراتيجية جديدة تحول الحرب في سوريا من الدفاع نحو الهجوم»، إلا أن الجديد والذي كان جديراً بلفت الانتباه لأنه يحمل معان كبيرة ومتعددة، فات العديد من المراقبين.
كان يكفي تأمل الصورة التي «نشرها ولم يسربها» الإعلام الإيراني، والذي ظهر فيها المرشد الأعلى «واقفاً إلى جانب الأمين العام لحزب الله» بخلاف المرات السابقة حيث كان يستقبله جالساً. إذا لهذه الصورة دلالة كبيرة وتحمل تفسيرات عدة.
قال خبير في الشؤون الإيرانية إن استقبال خامنئي لنصرالله يشير إن لزم الأمر إلى المكانة التي بات يحتلها الزعيم الشيعي اللبناني في خضم المعركة الكبرى التي تدور على المستوى الإقليمي. فهو لم يستقبل زعيماً لبنانياً فقط بل استقبل «قائداً عسكرياً يقود معركة كسر عظم في سوريا وفي لبنان وفي الشرق الأوسط». يدرك النظام الإيراني، حسب هذا الخبير أن «المعركة باتت مفتوحة بين طهران وحليفيها النظام السوري وحزب الله والدول التي تدعم المعارضة السورية الثائرة على بشار الأسد». وبالطبع لا يخفى على أحد أن أهم ورقة في يد طهران ودمشق في هذه المعركة هي حزب الله الذي برهن في السابق على قدرة قتالية في مواجهة اسرائيل عام 2006، ويبرهن اليوم على قدرته على قلب موازين الصراع على الأرض السورية.
ويقول الخبير إن خطأ بعض أركان المعارضة السورية كان فتح مجال للكتائب الجهادية لفتح معركة أساسها عقائدي مذهبي مع القرى الشيعية في جنوب سوريا على الحدود اللبنانية، ما سهل على حزب الله المجاهرة بمساعدة أبناء الطائفة الشيعية السوريين بالقتال إلى جانبهم، بعد أن كانت مساعدة الحزب لنظام الأسد على صعيد سياسي فقط ولربما استشاري عسكري. أما اليوم فإن اندفاع جبهة النصرة نحو القرى الشيعية والخطف المتبادل بين مؤيدي ومناوئي النظام السوري في لبنان على الحدود السورية برر تدخل الحزب في المعارك وسحبت الصواريخ  المتساقطة على القرى الشيعية في الجانب اللبناني البساط من تحت منتقدي «تدخل الحزب إلى جانب الجيش النظامي».
في الواقع يتفق المتابعون على أن الجيش السوري الحر لم يكن يريد فتح جبهة مع قوات الحزب في شريط القرى الشيعية غرب نهر العاصي على الرغم من وجود بعض عناصر الحزب التي جاءت لحماية هذه القرى. وكان تردد الجيش السوري الحر مرده إلى أن فتح معركة في هذه المنطقة التي للحزب فيها نفوذ كبير قد يقفل ممرات تسليح المعارضة الني كانت تأتي «خروم القرى السنية» مثل عرسال، وقد ثبت صحة هذه الخشية إذ ما إن بدأت الكتائب الجهادية هذه المعركة حتى استغل الجيش السوري النظامي والحزب هذه المناوشات لفتح معركة كبرى أقفلت الحدود في وجه ممرات تهريب السلاح.
حزب الله لم يعد ينفي تدخله في المعركة على جانبي الحدود ولم يعد هناك من مبرر للنفي بعد أن تساقطت الصواريخ على قرى الهرمل. إلا أن تاريخ الزيارة «والصورة المعلم» تعود إلى ما قبل «المناوشات الحدودية» وحسب مصدر مقرب جداً فهي تمت مباشرة بعد «سقوط-استقالة» نجيب ميقاتي ما يدل إن لزم الأمر على أن حتى ذهاب الحكومة اللبنانية السابقة كان ضمن المعركة الإقليمية وكانت تحضيراً لهذه المناوشات وكأن الفريقين كانا على موعد إقحام لبنان في اللعبة السورية بشكل علني.