- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مصر: احتدام السباق الانتخابي يعزز اللجوء إلى الحيل

يواجه المصريون سيلاً من اللافتات واعلانات التلفزيون التي تسعى وراء أصواتهم في أول انتخابات برلمانية حرة منذ عقود، لكن بعض المشاركين في الحملات الانتخابية يلجأون الى حيل مثل تمزيق لافتات المنافسين في سباق سيكون لكل صوت فيه قيمته.
وستتيح الانتخابات للمصريين أول فرصة حقيقية لاختيار من يمثلهم. ولا يتوقع أحد العودة إلى ذلك النوع من التزوير المعتاد في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، لكن مع احتدام المنافسة يلجأ البعض إلى الحيل قبل الانتخابات التي ستجري على مراحل تبدأ من يوم 28  تشرين الثاني.
ويلجأ بعض العاملين الحزبيين إلى تشويه لافتات الدعاية الخاصة بالمرشحين المنافسين وافساد اجتماعاتهم الانتخابية بهجمات لفظية وتوزيع منشورات مزيفة تسخر منهم.
وتتهم أحزاب ليبرالية جماعة الاخوان المسلمين، الجيدة التمويل، بانفاق يفوق سخاءها المعتاد من أجل كسب الاصوات. ويتوقع كثيرون أن يشكل “الاخوان” واحدة من أكبر الكتل في البرلمان، لكن محللين يشككون في استطاعتهم الحصول على غالبية.
ووزعت الجماعة، التي تحظى بالاحترام نظرًا لسجلها في مجال العمل الخيري، كميات من اللحوم على الناخبين المحتملين.
وذكرت صحيفة “الدستور” أن حزب “الحرية والعدالة”، المنبثق عن جماعة الاخوان، يعرض في احدى القرى أدوية بنصف الثمن، كما رعى مباراة في كرة القدم.
وينتقد منافسو الاخوان ما يعتبرونه شراء مستتراً للاصوات من جانب الجماعة، بنفس الاساليب التي كان مرشحو حزب مبارك يُنتقدون لاستخدامهم اياها. لكن بعض الاحزاب الليبرالية تقدم أيضا عروضاً من هذا القبيل.
ويقول ناشطون من أحزاب جديدة، تتعهد بسياسات أكثر استقامة، إنهم يواجهون معركة ضارية، خصوصاً في الاقاليم. وأوضحت المتحدثة باسم “حزب العدل”، نورا سليمان، أن “سياسات النظام القديم لم تختف في المشهد السياسي الجديد، وان الناس يسألون مرشحي الحزب لم لا يوزعون لحوماً، فيجيبونهم بأنهم يريدون أن يعطوهم الادوات التي تمكنهم من شراء اللحم بأنفسهم”.
وفيما لم يتبق سوى 14 يوماً على بداية الانتخابات، تسعى أفضل الاحزاب تمويلاً لتحقيق بعض السبق على منافسيها الكثيرين، فملأت شوارع القاهرة بصور ضخمة لمرشحيها مع أبسط الشعارات الممكنة. ويكتب حزب “الحرية والعدالة” على لافتات مرشحيه “بالعدالة والحرية .. بكرة مصر تكون قوية”. بينما يرفع حزب “المصريين الاحرار” الليبرالي شعار “حقك من حقك”.
وفي الأحياء الارقى بالعاصمة، حيث تسود آراء أكثر ليبرالية، يزيل معارضو الاحزاب الاسلامية لافتات الاسلاميين. لكن الاحزاب الليبرالية يمكن ان تتعرض لنفس المصير. وقال مرشح التحالف الشعبي في الاسكندرية، سعد خير الله لصحيفة “الشروق” إن “ميليشيات “الاخوان”، تمزق لافتات الدعاية الانتخابية”، مضيفا أنه “يعارض بدء الانتخابات باستعراض العضلات واستخدام بلطجية مأجورين”. ويقول بعض الناشطين إن معركة اعلانات الشوارع يؤججها وسطاء يتقاضون أموالا لوضع اللافتات وحمايتها من التخريب. وكان استخدام البلطجية للفوز في الانتخابات أمراً مألوفا في عهد مبارك.
وأوضحت المتحدثة باسم “حزب العدل” ان الامر “بالغ الصعوبة على الاحزاب الجديدة مثل إذ لا تتوفر لها العلاقات القديمة والمال لتمويل وضع اللافتات في أفضل المواقع”.
ولذلك، يستخدم الليبراليون العلمانيون مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لكشف ما يصفونه بالتعصب المستتر وراء مظهر التسامح الذي يظهر به المرشحون الاسلاميون في العلن.
وحملت صفحة على موقع فيسبوك عنوان “لا لحكم الاخوان في مصر”، وانضم اليها أكثر من 60 ألف عضو، وضمت قائمة أسباب لاقناع الناخبين بمقاطعة الجماعة. وتضمنت الصفحة السؤال “لماذا لا لحكم الاخوان؟” وأجابته بأنهم “ميكيافيليون مستعدون للتعامل مع الشيطان نفسه لتحقيق أهدافهم”. ورغم حظر استخدام الشعارات الدينية يرفع الاخوان شعار “الاسلام هو الحل”، لكن ليس في اللافتات الرسمية لمرشحي “حزب الحرية والعدالة”. لكن ذلك النداء الديني، حتى في مصر التي يضع كثير من نسائها الحجاب، لا يضمن الحصول على التأييد.
وسخر الليبراليون من حزب اسلامي اخر هو حزب “النور السلفي”. ووزعوا منشورات دعاية انتخابية للحزب تدعو لانتخاب مرشحة للحزب وعليها صورة زوجها بدلا منها ومنشوراً لمرشحة أخرى منتقبة عليه صورتها لكن من دون أن يظهر وجهها.