قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس إن تفجيري بوسطن يظهران ضرورة أن تعمل روسيا والولايات المتحدة معا عن كثب في قضايا الأمن ويثبتان أن سياسته الصارمة ضد المتشددين في شمال القوقاز كانت سليمة.
وبعدما تلقى قرابة مليوني سؤال من شتى أنحاء روسيا استخدم الرئيس جلسة سنوية يتلقى خلالها اتصالات ويجيب عن أسئلة ليظهر صورة زعيم مازال يتولى زمام السيطرة بعد عام من بدء فترته الرئاسية الثالثة ولا يخشى الانتقادات في الداخل والخارج.
وتطرق بوتين إلى تفجيري بوسطن وقال “اذا وحدنا جهودنا فعلا فلن نسمح بهذه الضربات ولن نتكبد هذه الخسائر.”
وقال بوتين إنه لن يعيد روسيا الى حقبة الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين ونفى وجود اي دافع سياسي وراء محاكمة وسجن معارضين.
وردا على سؤال من صحفي ليبرالي خلال الجلسة قال بوتين إنه لا يرى “اي عنصر للستالينية” في البلاد منذ عودته الى الرئاسة في مايو ايار الماضي.
وقال إنه يجب الا تعود روسيا الى عبادة الشخصية والقمع ومعسكرات السخرة التي كانت في عهد ستالين الذي سيطر على الاتحاد السوفيتي لثلاثة عقود حتى وفاته عام 1953 لكن هذا لا يعني ألا يكون في روسيا نظام وانضباط.
وتفادى بوتين انتقاد فشل الولايات المتحدة في منع تفجيري بوسطن رغم مخاوف روسيا بشأن الشقيقين تسارناييف المشتبه بهما في الهجوم وهي المخاوف التي نقلتها أجهزة الأمن.
لكنه استغل الفرصة لتبرير استخدام القوة الشديدة ضد الإسلاميين المتشددين الذين يعارضون الحكم الروسي في الشيشان وأجزاء أخرى من منطقة شمال القوقاز المضطربة.
وقال “نقول دائما إن الأمر يحتاج إلى تحركات لا إعلانات. الآن أثبت مجرمان صحة رؤيتنا.”
وكان بوتين (60 عاما) يشارك في اول برنامج لتلقي اتصالات هاتفية مع المواطنين الروس منذ ان حل محل حليفه القديم ميدفيديف في منصب الرئيس بعد اربع سنوات أمضاها في منصب رئيس الوزراء. وهيمن بوتين ضابط المخابرات السابق على روسيا كرئيس وكرئيس للوزراء منذ عام 2000 .
وظل هذا البرنامج حدثا سنويا تقريبا منذ عام 2001 واستخدم بوتين اداءه الماراثوني في الرد على اسئلة بشأن أي شيء من معاشات التقاعد الى السياسة الخارجية ليبين مدى سيطرته على البلاد التي يزيد تعداد سكانها على 140 مليون نسمة.
وكان متوقعا ان يستخدم برنامج هذا العام ليبين انه استعاد قبضته على روسيا بعد ان تعرضت لمخاطر قبل عام اثناء اكبر احتجاجات منذ صعوده الى السلطة. وتراجعت الاحتجاجات منذ ذلك الحين.
وقال بوتين في وقت سابق هذا الاسبوع انه يتعين على روسيا ان تتخذ اجراءات تحفيز لتحسين النمو الاقتصادي واقر بأن هناك مخاوف من الانزلاق الى الركود بسبب تراجع اسعار السلع الذي أثر على صادراته الرئيسية.
وكان بوتين وميدفيديف حليفين منذ ان عملا معا في ادارة مدينة سان بطرسبرج في التسعينات.
وقال التلفزيون الروسي ان نحو مليوني شخص بعثوا بأسئلة الى بوتين عبر الهاتف أو البريد الالكتروني أو الرسائل النصية القصير. وعادة ما تظهر استطلاعات الرأي ان بوتين يتمتع بتأييد أكبر من معظم الزعماء الغربيين لكن شعبيته تراجعت عن أوجها خلال رئاسته في الفترة من عام 2000 الى عام 2008 .
وقال بوتين ردا على سؤال بشأن سجن اثنتين من اعضاء فريق بوسي رايوت الموسيقي الاحتجاجي العام الماضي ومحاكمة المعارض وزعيم الاحتجاجات اليكسي نافالني بتهم تتصل بالسرقة “ليس هناك من يضع احدا وراء القضبان لآرائه السياسية.”
وتابع أنه واثق من أن نافالني سيخضع لمحاكمة عادلة. ونافالني ناشط في مجال مكافحة الفساد ومنظم احتجاجات مناهضة لبوتين ومن المممكن أن يصدر حكم بسجنه عشر سنوات.
وهون بوتين من شأن خلافات مع حكومته حول السياسة الاقتصادية ولمح الى انه لن يستجيب لنداءات تطالب بعزل رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف.
وسرت تكهنات منذ عدة اشهر في وسائل الاعلام وبين المحللين السياسيين بأن بوتين الذي عاد الى الكرملين منذ مايو ايار الماضي قد يجعل رئيس الوزراء كبش فداء اذا استمر الاقتصاد الروسي في الانزلاق نحو الركود.
وقال بوتين “لا توجد انقسامات بين الحكومة والرئيس أو مؤسسة الرئاسة بشأن الاقتصاد.”