قال مسؤولون أمنيون أميركيون امس الخميس إن المحققين يعتقدون أن أحد المشتبه بهما في التخطيط لتفجير خط سكك حديد تمر عليه قطارات ركاب في كندا سافر إلى إيران خلال العامين الماضيين.
وأضاف المسؤولون أن التونسي شهيب الصغير الذي يعد رسالة دكتوراه سافر إلى إيران في رحلة ذات صلة مباشرة بالتحقيق في المؤامرة المزعومة.
ورفض المسؤولون تحديد التوقيت الذي سافر فيه الصغير إلى إيران أو عدد مرات سفره إليها أو من كان على اتصال به هناك.
وعندما أعلنت الشرطة الكندية عن اعتقال الصغير وشريكه رائد جاسر هذا الأسبوع قالت إن الرجلين تلقيا “توجيهات وإرشادات” في المؤامرة من “عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في إيران”.
وقالت مصادر من الأمن القومي الأميركي مطلعة على التحقيقات إن هذه كانت إشارة إلى شبكة منخفضة أو متوسطة المستوى من المدبرين و”المساعدين” التابعين للقاعدة تتمركز في مدينة زاهدان القريبة من حدود إيران مع أفغانستان وباكستان تنقل الأموال والمقاتلين عبر إيران لدعم أنشطة التنظيم في جنوب آسيا.
وتقول الشرطة الكندية إنه لا يوجد أي مؤشر على ضلوع الحكومة الإيرانية في المؤامرة مع المشتبه بهما.
ولم يحدد المسؤولون الأميركيون أو الكنديون طبيعة الاتصالات التي يعتقدون أن الصغير وشريكه أجرياها مع الشبكة المزعومة التابعة للقاعدة في إيران. ولم يكشف المسؤولون الكنديون سوى عن تفاصيل قليلة بشأن الصلة الإيرانية المزعومة في تصريحات علنية.
واعتقل الصغير وجاسر الاثنين الماضي بعد تحقيق مشترك بين الولايات المتحدة وكندا بدأ العام الماضي عقب بلاغ من أحد أبناء الجالية المسلمة.
ويواجه الاثنان اتهامات بالتخطيط لإخراج قطار ركاب عن مساره. وقال مسؤولون أميركيون إن المشتبه بهما دبرا لتفجير جسر على خط السكك الحديد الذي تمر عليه قطارات يوميا بين مدينتي تورونتو ونيويورك قبل فترة وجيزة من مرور أحد القطارات عليه لإخراجه عن مساره.
وفي هذا الاطار (ا ف ب)، افادت شبكة التلفزيون الكندية العامة “سي بي سي” امس ان الحكومة الكندية حاولت قبل تسع سنوات ترحيل رائد الجاسر (35 عاما) لكنها اصطدمت بواقع انه لاجئ فلسطيني لا دولة له لترحيله اليها.
وقالت الشبكة الكندية العامة نقلا عن مستندات قالت انها حصلت عليها من لجنة الهجرة واللجوء ان الجاسر وصل الى كندا في 1993 مع اربعة من افراد اسرته آتين من ألمانيا، وقد دخلوا البلاد بواسطة جوازات سفر فرنسية مزورة.
ولدى وصول العائلة الى كندا طلبت حق اللجوء لكن طلبها هذا رفض في العام التالي، فطعنت به الاسرة، بحسب المصدر نفسه.
وتابعت “سي بي سي” انه في هذه الاثناء تمت ادانة رائد الجاسر خمس مرات بتهم تزوير ومرتين بتهمة الاستهزاء بهيئة المحكمة ومرة بتهمة اطلاق تهديدات.
وفي 1998 سمحت لجنة الاستئناف للاسرة بالبقاء في كندا لكنها امرت بترحيل رائد الجاسر بسبب سوابقه القضائية، ولكن الامر استغرق ستة اعوام حتى تصدر مذكرة الاعتقال بقصد الترحيل من البلاد.
وفي 2004 وخلال جلسة الاستماع اليه بشأن ترحيله دفع رائد الجاسر بواقع انه فلسطيني لا وطن له، الامر الذي اجبر الحكومة على تعليق قرار ترحليه. وافرج عنه لاحقا بكفالة ريثما تقرر الحكومة مصيره.
وفي 2012 تقدم بطلب رسمي للحصول على عفو عن الجنح التي ارتكبها وقد حصل على هذا العفو، كما حصل على اذن اقامة دائمة في كندا. وبحسب “سي بي سي” دوما فان الاقامة حصل عليها تقريبا في الوقت ذاته الذي طلبت فيه الشرطة وضعه تحت المراقبة.