- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بعض الذي بيننا

علي السقا
العيون مرآة، يقولون. قد تكون كذلك فعلاً، لكن في اليدين السرّ. ذلك أنهما لا تجيدان الكتمان. تومضان بالدفء. دفء القلب. هذا بعض الذي بيننا.
ثقي أني لست مرغماً نفسي هذه الساعة على شيء، غير شعور يدفع بي لأحدثني عنك.
أنك ما زلت تتكلمين بحسرة عن زمن مروم لم يأت وعندما فعل، فإنه أتى متأخراً. كأن الذي نحن فيه طيف حلم يتهادى، فلا يمسك. لعل في هذا شيء من متعتنا يا صغيرتي. متعتنا في ألاّ نقبض عليه، أن ندعه يرفل بأريجه أمام ناظرينا.
طيف حلم له وجه الطفل الذي أحبّ. يبسم لي حتى أغدو أباً، وأبسم له حتى يصير مني. انت ايضاً لك هيئته. لك ابتسامته وضحكته التي امتلأ بها. إبتسامتك كون حابر، فلا تبخلي.
سأبيح ليراعي أن يخطك بلا كثير عناء، مطر ناعم كحال من اختاراه لك اسماً، فوفّقا.
توحين لي بالأبيض. أبيض النفس النقية وطهرها، كأنها خلقت ولم تمسّ. بكرٌ منذورة لله. حُمّلتِ فلم تنوء. “صلٍّ، لا ينقصك غير الصلاة”، تقولين، وأقول إن الذي نحن فيه صلاة.
– كيف؟ تتسائلين.
– ” أن أحمل عنك ما استطعت فتضحي أثقالنا أخف وركبنا أسرع” أجيب.
– وهل هذا ما يسمونه الحب؟
– هذا قليله.
– وكثيره؟
– لا يُشبع.
– وكيف لهذا الحبّ أن يظلّ متّقداً؟
– أن يكون مشبعاً بالشفقة، كلّما أراد أصحابه الإفتراق آبوا. لا ينفك واحدهم يتوهم يباب راحته حتى تخضّر عُشباً ضافياً.
– الربيع يزهر في عيني.
– هذا بعض الذي بيننا.