قال محامون ان ديرا ومدرسة لاهوتية في واد منعزل خارج بيت لحم خسر اليوم الجمعة معركة قضائية استمرت سبع سنوات ضد بناء الجدار الاسرائيلي العازل على ارضه.
وقالت جمعية سان إيف الحقوقية الكاثوليكية التي تولت القضية نيابة عن الدير ان محكمة استئناف اسرائيلية أيدت خطة مد نطاق الجدار الذي بنته في المنطقة.
وأضافت الجمعية في بيان ان الجدار سيحيط بالمدرسة اللاهوتية من ثلاثة جوانب ويعزلها عن معظم أرض الدير.
ويرعى رهبان وراهبات مزارع الكروم وأشجار الزيتون على التلال العالية المطلة على المستوطنات الاسرائيلية هناك. ويتعلم بالمدرسة اللاهوتية الملحقة بالدير 400 من أبناء المنطقة.
وبدأت اسرائيل في بناء الحاجز المقام من سياج معدني واسلاك شائكة وجدران خرسانية في 2002 إثر موجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية. وتقول اسرائيل إن الجدار يحمي مواطنيها من هجمات النشطاء الفلسطينيين.
وقالت انيكا هينلين مسؤولة الشؤون القانونية في جمعية سان ايف ان المؤسسة ارتأت أن الخطة “تمثل انتهاكا للقانون الدولي والمعاهدات التي تحمي الاقليات الدينية والحق في التعليم وحرية العقيدة.”
ويعيش حوالي 50 الف فلسطيني مسيحي وسط اربعة ملايين مسلم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
ويقول سكان الضفة ان الجدار العازل ونقاط التفتيش تفصلهم عن جيرانهم ومقدساتهم في القدس.
ويعيش حوالي 90 في المئة من الفلسطينيين في قطاع طوله 20 كيلومترا يمتد بين رام الله والقدس الشرقية إلى بيت لحم وهي منطقة تحاصرها مجموعة من المستوطنات اليهودية والطرق المخصصة للاسرائيليين فقط والجدران الخرسانية العالية.
وقضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الجدار العازل الذي بني أغلبه على اراض محتلة لا على “الخط الاخضر” الذي كان يمثل حدود اسرائيل قبل حرب عام 1967.
وتقول السلطة الوطنية الفلسطينية ان عدد السكان المسيحيين في الضفة الغربية تراجع خلال الثلاثين سنة الماضية بسبب الهجرة لكن لا تتوافر احصائيات دقيقة.
أما اسرائيل فتقول ان هجرة المسيحيين نبعت من الخوف من التيار الاسلامي المتشدد.
ويرفض مسؤولون فلسطينيون ذلك ويقولون ان الاحتلال الاسرائيلي دفع كثيرين إلى الهجرة لكن الامر كان أيسر بالنسبة للمسيحيين لصلتهم التاريخية بأبناء طوائفهم في الخارج.
وقال خافيير ابو عيد الدبلوماسي في منظمة التحرير الفلسطينية إن الاحتلال يضر بالمسيحيين والمسلمين على السواء لكنه اكثر تأثيرا على الطائفة المسيحية لأنها تمثل نسبة اصغر من السكان.
وأضاف أن هذه تمثل مسألة بقاء بالنسبة لأبناء الطائفة لأن هذه واحدة من آخر قطع الاراضي التي مازالت تملكها.
ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بالبابا الجديد الاسبوع القادم خلال زيارته لايطاليا.
ومن المقرر ان يتناولا العلاقات بين اسرائيل والفاتيكان وتحسين العلاقات بين المسيحيين واليهود. ولم يتضح على الفور اذا ما كان البابا الجديد سيثير مسألة الدير ام لا.