طرابلس ــ “أخبار بووم”
لا شيء يسير على ما يرام في ليبيا الجديدة. فالخلافات السياسية تسير جنباً إلى جنب مع الخلافات العسكرية في البلاد، منذرة ببحر جديد من دماء الليبين، على وقع التناحر على اقتسام مكاسب السلطة بعد الاطاحة بالعقيد الليبي المخلوع معمر القذافي.
على الصعيد السياسي، تضرب السلطات يوماً تلو الآخر موعداً جديداً لتشكيل الحكومة الليبية، التي ستكون أول حكومة بعد اسقاط نظام القذافي. وأكد المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة، أن آخر هذه المواعيد هو الأحد القادم، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة عبد الرحيم الكيب يجري مشاورات، وسيعرض الاسبوع المقبل تشكيلة الحكومة للحصول على ثقة المجلس الوطني الانتقالي. وهي خطوة لا يبدو ان من صالح المجلس الانتقالي تأخيرها، لا سيما بعد تفجر الخلافات بين المسلحين الليببين، الذين انضووا في صفوف المعارضة الليبية خلال فترة الانتفاضة.
وعلى الرغم من نجاح المسؤولين في احتواء الاقتتال الذي نشب بين الجماعات الليبية المسلحة المتناحرة في مدينة الزاوية ومنطقة “ورشفانة” القبلية القريبة، من خلال نشر المئات من أفراد ما وصف بأنه “الجيش الليبي الجديد” والوساطات القبيلة، فإن القادم من الأيام ينذر بالأسوأ في ظل تزايد التقارير التي تتحدث عن الفوضى والفلتان الأمني الذي يعم مناطق سيطرة هؤلاء المسلحين، المزودين بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة، والتي لم يتوانوا عن استخدامها في المعركة التي استمرت أربعة أيام وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ١٣ شخصاً.
حادثة يخشى من أن تتحول إلى سيناريو يتكرر في أكثر من منطقة، بما يفضي في نهاية المطاف إلى تقويض سلطة الحكومة الجديدة التي سيلقى على عاتقها ادارة البلاد مدة سبعة أشهر حتى إجراء الانتخابات البرلمانية، وهي مهلة حاسمة يتوقع أن تكون كفيلة برسم المنحى الذي ستسير إليه البلاد على مدى السنوات القليلة القادمة.