رأى الرئيس سعد الحريري أن “حزب الله يلعب منفردا بمصير لبنان، وهو بلسان أمينه العام لا يعلن المشاركة في إشعال الحريق السوري فحسب انما يهدد بنقل الحريق الى قلب لبنان. وسيجد حزب الله حكما من يصفق له من الأتباع ومخلفات زمن الوصاية السورية، غير ان الرهان يبقى على الأكثرية الحقيقية من اللبنانيين، وعلى الاحرار الشرفاء من الأخوة في الطائفة الاسلامية الشيعية، الذين لن يرتضوا التضحية بوطنهم وبوحدتهم الوطنية، ولن ينساقوا لإرادة حزب الله والقيادة الإيرانية بتقديم دولة لبنان قربانا على مذبح الرئيس السوري بشار الاسد”.
وأشار المكتب الإعلامي للحريري في بيان، إلى أن “ما اعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مرفوض جملة وتفصيلا، لانه مشروع اسود اقل ما فيه انه يعمل على استدراج لبنان الى الحريق الذي بشرنا به بشار الاسد. واللبنانيون بكل اتجهاتهم مدعوون الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مواجهة هذا المشروع والتعبير عن رفضه بكل الوسائل الديموقراطية التي ستبقى بإذن الله وسيلتنا لحماية لبنان والعيش المشترك بين ابنائه”.
واعتبر الحريري أن “السيد حسن نصرالله يمحو لبنان من الخريطة السياسية ويجعل من حزب الله بديلا للدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية. هو وحده على رأس حزب الله من يقرر عن كل اللبنانيين ويصدر الأوامر بزج لبنان في الحروب الإقليمية والأهلية وهو من يجوز له اصدار الفتاوى في مقاتلة السوريين على ارضهم، وهو وحده على رأس حزب الله من تحق له توجيه الاهانة تلو الاهانة للدولة اللبنانية وللجيش اللبناني والمجاهرة بعجزهما عن حماية اللبنانيين ليس على الحدود مع اسرائيل انما داخل الحدود في سوريا ايضا”.
وأضاف “السيد حسن نصر الله يعلن في الحقيقة قيام جيش الدفاع عن الشيعة اللبنانيين في المنطقة والعالم، كما لو كانت الطائفة الشيعية ملكا خاصا لحزب الله او انها كيان مستقل عن الدولة اللبنانية، وهو انطلاقا من هذا المفهوم يعطي نفسه الحق بتوسيع نطاق عمليات حزب الله، من الجنوب اللبناني لتشمل القصير والسيدة زينب في سوريا، ولن يتأخر في بالتأكيد عن جعل لبنان في اي لحظة، جبهة متقدمة من جبهات الحرب الى جانب النظام الايراني بحجة الدفاع عن المقامات الدينية”، مشيراً إلى أن السيد حسن نصرالله “يقول لنا ان الدولة اللبنانية مجرد صفر على الشمال، وهي رهينة الى الأبد بيد حزب الله، وكل ذلك كرمى لعيون بشار الاسد ونزولا عند الفتوى التي عاد بها من طهران”.
واعتبر الحريري “اننا في الواقع امام حالة من اثنتين، اما ان نكون امام ضرب من ضروب الجنون لن يتوانى عن إحراق لبنان لقاء الرهان على انقاذ نظام ميت، وإما ان نكون امام منزلق من منزلقات الغرور التي تودي بصاحبها ومن حولها الى مهاوي الخراب”.