أثارت قضية اكتشاف سلاح، تسبب في مقتل تسعة أشخاص من أصول أجنبية، في بيت مناضلة ذات ميول نازية جديدة، رعباً وهلعاً شديدين، حيث كان يتراءى للبعض شبح ما سمته بعض وسائل الإعلام “القسيمة المسلحة البنية” الإرهابية، يوم السبت 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، في المانيا.
وكانت الشرطة عثرت على مسدس من عيار 7,5 مليمتراً، طراز سيسكا في خراب شقة المدعوة بيات ز.، امرأة في الـ36 من عمرها، في مدينة زويكاو (الواقعة شرق ألمانيا)، والتي عمدت إلى تفجيرها قبل أن تسلم نفسها إلى المحققين.
وتشير تقارير مخابر الأسلحة والمقذوفات إلى أن السلاح تم استعماله في عمليات قتل بقيت لحد الآن غامضة وراح ضحيتها ثمانية رجال من أصول تركية ورجل يوناني. هذه الأحداث المفجعة والدرامية وقعت خلال أعوام 2000 و2006 في شمال البلاد (هامبورج وروستوك)، والجنوب (نورامبارغ وميونيخ)، والغرب (دورتموند وكاسيل). وقد تم إحالة القضية إلى النيابة العامة الفيدرالية المختصة في النظر في مسائل الإرهاب.
وتم البحث عن بيات ز. للتحقيق في عملية اعتداء مسلح وقعت في 04 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في منطقة “يينا” الواقعة شرق ألمانيا. وتم العثور على شريكين اثنين في الاعتداء منتحرين داخل سيارة تخييم، وهما أووي ب. وأووي م.، وهما رفيقا بيات ز.، في الحركة النازية الجديدة، منذ فترة طويلة.
وعثر على سلاح شرطية داخل السيارة المذكورة كانت اغتيلت برصاصة في الرأس عام 2007 في مدينة “هايلبرون” الواقعة جنوب غرب ألمانيا، جريمة تعذر حل لغزها. وبرزت صور الثلاثي على الصفحة الأخيرة لصحيفة “بيلت”، أشهر الصحف الشعبية. وكان الخبر قد تصدر الصفحات الأولى لغالبية الجرائد. وورد في جريدة “تيجاسبيغال” أنه: “للمرة الأولى بعد توحيد الألمانيتين، تواجه الجمهورية الفيدرالية إرهاباً ذا توجه يميني متطرف بشكل واسع”.
ودعا الزعيم البرلماني في الحزب الديموقراطي الاشتراكي، توماس أوبرمان، إلى تعزيز الكفاح ضد تصاعد اليمين المتطرف، وأضاف متأسفاً: “هذه القضية تؤكد على وجود يمينيين متطرفين بإمكانهم اللجوء إلى العنف في ألمانيا”. في حين لا تزال الشرطة، حسب الجريدة، تحقق في قضايا أخرى مرتبطة بسابقتها في مختلف مناطق ألمانيا.
وأثارت جريدة “دي فيلت” واقعة هجوم حدث في محطة “دوسلدورف” عام 2000 وتسبب في إصابة العديد من اليهود من أصول روسية مستقرين في ألمانيا، وكذلك انفجار قنبلة في حي تركي بمدينة “كولونيا” عام 2004.
وبدا شبح “القسيمة المسلحة البنية” على شاشات مختلف وسائل الإعلام مطابقاً للمجموعة الإرهابية لليسار المتطرف “القسيمة المسلحة الحمراء”، التي قامت بقتل أكثر من ثلاثين شخصاً في ألمانيا خلال السبعينيات والتسعينيات. وتشير صحيفة ” تيجاسبيغال” إلى أن: “العديد من الملاحظين يتحدثون عن احتمال وجود “قسيمة مسلحة بنية” تنشط منذ سنوات في الخفاء”.
ومع ذلك، فإن الصحيفة تتساءل كغيرها عن اختفاء الثلاثي المدبر في عمليات إرهابية لمدة ثلاث عشرة سنة في حين تم العثور على ورشة لصنع القنابل عام 1998 في مرآب لتصليح السيارات كانت استأجرته بيات في “يينيا”، وحتى أن البعض يشتبه في تورط أجهزة الاستخبارات الألمانية مع المشتبه فيهم واستخدامهم كجواسيس عن الحركة النازية الجديدة. وقال رئيس النقابة العامة لأعوان الشرطة برنارد ويتاوت لصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”: “إذا ما صحت الشكوك حول هذه المعلومات، فهي المرة الأولى التي تترك مجموعة صغيرة سرية من اليمين المتطرف بصمات دموية على جبين ألمانيا”.
وعلى الرغم من ذلك، تضيف الجريدة ذاتها، مستندة إلى مصادر مجهولة في صفوف القوات الأمنية، أنه لا يوجد الى الآن “أي دلائل تثبت تواجد حركة إرهابية منظمة” انبثق منها الثلاثي الإرهابي.
