- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جبهة النصرة وأخواتها الرابح الأول من الضربة الإسرائيلية

Bassam 2نقطة على السطر
بسّام الطيارة
وأخيراً جاء التدخل الأجنبي في الحرب الأهلية السورية، إلا أن المعارضة انتظرته من الشرق فجاءها من الجنوب بدخول إسرائيل مرة ثانية على «خط المواحهات» بقصفها جمريا ومركز البحوث. إسرائيل تلح عبر ناطقين رسميين أميركيين بأنها قصفت شاحنة محملة بصواريخ «فجر» الإيرانية، كانت متوجهة إلى حزب الله.
أي أن هذا التدخل مثل الذذي حصل قبل أشهر في نفس المكان ولنفس الأهداف ليس تدخلاً «لدعم المعارضة» ولكنه تدخل لكسر شوكة حزب الله اللبناني الذي يظل حتى الساعة «هاجس» الدولة العبرية رغم تخطبه في أزمة سياسية لبنانية وفي معارك على الحدود السورية اللبنانية. ويظهر هذا الهاجس جلياً في أن إسرائيل تقصف ما تدعي أنها شحنات سلاح لحزب الله في الأرضي السورية وتتجنب ضربها في الأراضي اللبنانية «خوفاً» من ردة فعل الحزب وانطلاق حلقة عنف قد تقود إلى حرب شبيهة بحرب تموز ٢٠٠٦ الشهيرة.
إلا أنه في حال صحت ادعائات إسرائيل بأن أهدافها هي شحنات أسلحة لعدوها اللدود في الجنوب اللبناني، إلا أن ضربها في الأراضي السورية يزيد من خلط أوراق فوضى الحرب السورية.
السؤال: هل تخدم هذه المشاركة المعارضة السورية؟ من المفترض أن تكون الإجاب بـ«لا» صريحة وقوية.
هل تندد المعارضة بقصف إسرائيل للأراضي السورية… ولو من حيث المبدأ؟ في حال حجبت المعارضة السورية إجابتها، فهي تكون كما يقول النظام السوري بيدق ضمن لعبة أكبر منها هدفها سوريا كدولة. وفي حال جاهرت بتنديد قصف الأراضي السورية … من حيث المبدأ، فهي تخاطر باستفزاز داعميها في الغرب.
وستكون المعارضة السورية في حالة انفصام شديدة أيضاً في حال تأكدت المعلومات بأن الهدف هو «فقط» شحنات أسلحة لحزب الله: فهي إن سكتت عن هذه الضربة تبدو حليفة لإسرائيل في ضرب «حزب المقاومة» وهي الاتهامات التي وجهت لها في بداية الثورة السورية بعد تصريحات عدد من زعماءها، وفي حال نددت بالضربة يبدو وكأنها تدعم من تدعي محاربته لأنه يتدخل في معاركها مع النظام.
يظهر من هذه الاحتمالات كافة أن ضربة إسرائيل تصيب المعارضة مثلما أصابت أهدافها على الأرض، وتخلط أوراق المعارضة في الوقت التي تستعد لتلقي «تسليح غربي»و إذ أن مسألة «التنديد أو عدم التنديد» بالضربة تنعكس على نوعية السلاح الذي سوف تتلقاه المعارضة: هل هو سلاح يوجه فقط إلى الداخل «في حال ربحت الحرب»، أم أنه سيكون مثل أسلحة دول الخليج توجه إلى كل الجهات ما عدا الدولة العبرية؟
الضربة الإسرائيلية تسبب ههذا التلبك لدى المعارضة السورية، ولكنها تصب في مصلحة فريق واحد: الكتائب الجهادية. فجبهة النصرة وأخواتها تجاهر بعدائها للنظام وللغرب ولإسرائيل. والنظام يقصفها، والغرب بتخوف من تسليحها وإسرائيل تهدد بضربها. ويدل هذا إن لزم الأمر على سبب انتشار الأفكار السلفية في «الشارع العربي» فجبهة النصرة وأخواتها تتحرك حسب «نبض» هذا الشارع العربي: يكره الديكتاتورية والغرب وإسرائيل.