حذر محللون إسرائيليون من عواقب دخول إسرائيل في الحرب الدائرة في سوريا واحتمال اندلاع حرب إقليمية. فقد رأى محلل الشؤون العربية في “هآرتس” تسفي بارئيل أن “الغارات الإسرائيلية في سوريا تشير إلى وجود مصلحة مشتركة لإسرائيل والمتمردين”، وأن “إسرائيل قد توسع عملياتها الجوية في سوريامن أجل منح مظلة لحماية المتمردين أيضاً”.
وتساءل بارئيل “عما إذا كان بإمكان إسرائيل، في حال مطالبتها بتنفيذ ذلك، أن توسع عملياتها الجوية في سوريا، تحت غطاء منع تسرب أسلحة إلى حزب الله أو إلى التنظيمات الأخرى، أو كمظلة جوية للدفاع عن القوات المتمردة؟”.
واعتبر أن “حلاً كهذا قد يكون مريحاً للولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا، التي ليست مستعدة للتدخل عسكرياً من دون موافقة دولية واسعة، وقد تجعل إسرائيل النظام السوري والمعارضة يعتادون على أنها ترى في سوريامنطقة نشاط شرعي لعملياتها مثلما تفعل في لبنان”.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، قيام إسرائيل بشن غارات ضد سوريابأنه “سير ببهلوانية على حبل رفيع للغاية، وهي تحاول الإصرار على الخطوط الحمراء التي رسمتها، بمنع نقل سلاح كيميائي وسلاح متطور إلى حزب الله، من دون أن تحول الحرب الداخلية في سورياإلى مواجهة بينها وبين نظام الأسد”.
وأضاف هارئيل إن “الحذر الإسرائيلي يبدو مجدياً حتى الآن، وستضطر إسرائيل إلى مواصلة أدائها في الشمال بحكمة من أجل ألا تنجر إلى داخل العاصفة السورية”
لكن المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ألكس فيشمان، أشار اليوم إلى أن “الغارات الإسرائيلية ضد سوريالن تردعها وتشكل خطراً حيال احتمال نشوب حرب إقليمية”.
وكتب فيشمان أنه “عقب قصف الطيران الإسرائيلي لقافلة صواريخ مضادة للطائرات من طراز أس آيه – 17 الروسي من سورياإلى حزب الله في كانون الثاني/يناير الماضي، اتضح أنه لا يوجد ردع هنا”.
وأضاف إنه “إذا كانت الأنباء من الولايات المتحدة حول الغارات الإسرائيلية على سورياصحيحة، فإن من شأن ذلك أن يدخل إسرائيل إلى طقوس شاقة بشن غارات في سورية، من خلال المخاطرة بأن تخرج المواجهة عن السيطرة، وستؤدي إحدى هذه العمليات إلى اشتعال إقليمي”.
وأشار فيشمان إلى أنه “ليس الجميع في الإدارة الأميركية يحبون هذا الاستقلال الإسرائيلي بشن هذه الغارات، وربما هذا هو السبب للتسريبات التي تدعي أن هذه غارات إسرائيلية قد جاءت من جانب موظفين أميركيين”.وحذّر بارئيل من أن “تدخلاً إسرائيلياً كهذا من شأنه أن يمنح الشرعية لتدخل من جانب إيران وحزب الله في القتال الدائر في سورية، وحتى أنه قد يؤدي إلى فتح جبهة أخرى من جهة لبنان”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، ورئيس حزب كديما شاؤول موفاز،قد صرح ان الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا، هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران. وجاءت أقوال موفاز والتحليلات الإسرائيلية، عقب تقارير وتأكيدات أميركية حول غارات نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي ضد أهداف في سورياقبيل فجر اليوم الأحد، وفي نهاية الأسبوع الماضي، وسط صمت رسمي إسرائيلي.
وقال موفاز، للإذاعة العامة الإسرائيلية صباحاً، إن “المبدأ الذي يوجه إسرائيل هو منع تسرب أسلحة متطورة إلى أيدي حزب الله، والعمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تم تنفيذها في الماضي في سوريا تبعث رسالة ردع إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل”.
وأوضح أنه “بالتزامن مع تفكك سورية، يتطلع حزب الله إلى أن يتحول إلى قوة ذات تأثير كبير في المنطقة وتحاول إيران مساعدته في ذلك”.