- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

والد بلا عهد (شعر علي مرتضى)

دنـيا تعصف في تشرينها لتجمع وتفرق،
فما أجمل الدنـيا عندما تجمع وما أقساها عندما تفرّق،
ويبقى الأصعب من ذلك عندما تجمع في بيئة واحدة،
في منزل واحد،
عائلة مشتتـة القلوب..

كلٌ في دنياه غارق،
ينشد صامتاً غرابة أيامـه،
يبكيه الألم.. وأين هو من هذا الألـم؟،
يعتريه الندم الغارق في خبايا نفسـه،
ولكنـه كما هو
يرفض البـوح، يرفض الكـلام، يرفض الإستسـلام،
ولكـن إلى من ؟؟؟..

لربّه سلّم نفسـه،
ولكن أي رب يأمره بهذا الزهد؟،
هو رب همجي، بربري؟،
لا أعتقد هذا،
إنما هـو، هو العبد المبتلى ببلاء نفسه،
وليـس بلاء ربـه..

“وجد اَباءه على هذا..”
مقولة جميلة ولكنها تفتقر الإثبـات،
تفتقر المعرفـة،
تفتقر الإيمـان..

بسيط النـفس، كريم الطـبع، متعصب الكـلام، غبي المقـال،
لا يعرف عن دنيـاه إلا ما قرأه،
أو بالأحرى فهمه من كتابـه،
دنيـاه التي وجـب عليها الوجـوب أن تكون دنيا الآخرين من وجهة نظره
أي بفرض قراره..

ديـنه طائفتـه وكل ما عـداه خاطئاً،
خاطئ من حيث المبدأ وما تـلاه..

عـائلته هوامـش اعتقـادية،
يفكر بها،
يأسى عليها من أعماق نفسه،
ولكن وجب عليها بآعتقاده أن تبقى
حبيسة صمت الأيـام..

ثقـافته كلام ثم كلام،
وهو مجرّد من الكـلام،
مجرّد من باكورة الأيام،
كيف يـأبى الإستماع ويستمر في الكلام؟،
كيف يستطيع الصمـت؟،
كيف يتظاهر بالهذيـان؟،
والله لو شـاء ربّي أن أجلّه، لجعلته دفين مقبرة الأيـام،
وانطلقت الى رب يحررني من الآثـام،
ويريحني من الآلام،
وينصّبني نبيـًا على ما صنعت يداي،
بوالد تجاهل العهد..

علي مرتضى