لم يعد لدى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المعروفة بالشرطة الدينية، في السعودية، إلا ملاحقة “عيون النساء المثيرة للفتنة”، لتفتي بتغطيتها، وتتعهد بمعاقبة صاحباتها، اللواتي، وان لا زلن يحتفلن بمنحهن حق الترشح والتصويت، يعشن اقسى حالات التمييز الاجتماعي والقهر الأسري، في مجتمع لم يستطع بعد أن يتخلص من تحجّر المنطق الذكوري الحاكم تحت مسمى الشريعة والسنة.
فقد أكّدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأربعاء، على أنها “ستجبر النساء على تغطية عيونهن، خصوصاً المثيرة للفتنة”. وقال المتحدث الإعلامي باسم الهيئة، في حائل (شمال المملكة) الشيخ مطلق النابت، إن “رجال الهيئة سيتدخلون لإجبار النساء على تغطية عيونهن، خصوصاً المثيرة للفتنة”.
وكانت مواقع إخبارية عربية تناقلت فيديو قصير مسجّل على موقع “يوتيوب” يفيد بأن “هيئة الأمر بالمعروف في السعودية تتعهد باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي فتاة أو امرأة صاحبة عيون مثيرة للفتنة”.
ولتأكيد الخبر أكد النابت “أن الهيئة سوف تلزم صاحبة تلك العيون بتغطيتها”، مشيراً الى أن للهيئة “الحق في فعل ذلك”.
وكان مواطن سعودي أدخل المستشفى نهاية العام الماضي إثر إصابته بطعنتين في اليد والظهر عقب مشاجرة مع أحد أعضاء الهيئة، في سوق برزان في حائل، إثر مطالبة العضو زوجة الرجل، التي كانت برفقته، بتغطية عينيها.
وأصدرت المحكمة الجزئية في حائل، حكماً بتبرئة عضو الهيئة وإدانة “المتهم” ورجل كان بصحبته بـ”الصيال” (أي الإستعلاء على الغير). وحكم على الأول بالسجن 8 أشهر وجلده 300 جلدة مفرقة على 6 دفعات، فيما حكم على الآخر بالسجن سنة و6 أشهر وجلده 700 جلدة مفرقة على 10 دفعات.