- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

غارات ” الخط الأحمر ”

Najat2013نجاة شرف الدين
عندما رسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كاريكاتور لقنبلة إيران النووية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في شهر أيلول من العام 2012 ، حدد موقع إيران الحالي بالمرحلة الثانية محذرا من الوصول الى المرحلة الثالثة وإلا ستكون قد تجاوزت ” الخط الأحمر ” كما رسمه حينها . هذا الخط الذي لم يتم تجاوزه إيرانيا حتى اللحظة بحسب نتانياهو   ، يبدو أن خطا آخر قد تم تجاوزه ولكن  هذه المرة في سوريا.
فمنذ بداية الأحداث في سوريا قبل عامين ، بقيت إسرائيل تراقب وتحذر في آن من الحدود في الجولان أو من نقل الأسلحة ومن وصول أي أسلحة كيميائية الى أيدي جهات أو أطراف متطرفة، وهي قامت بغارة قالت يومها ( منذ أربعة أشهر في 29 كانون الثاني )  إنها إستهدفت قافلة تحمل أسلحة ثقيلة تنقلها لحزب الله ، ولكن في الأسابيع الأخيرة ، تصاعد التوتر مع الإتهامات الإسرائيلية  للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية في المعارك الدائرة في سوريا وعبر القادة الإسرائيليون عن تخوفهم من وصول هذا النوع من الأسلحة الى أيدي حزب الله ، خاصة مع إعلان الحزب صراحة عن خوضه المعارك الى جانب النظام لا سيما في منطقة القصير ومنهم  السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل أورن، الذي قال ”  إن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين في حال قيام سورية بتجاوز الخطوط الحمر، ونقل أسلحة كيميائية أو استراتيجية الى حزب الله ، أو إلى أي منظمات “إرهابية” أُخرى. وهو كشف  النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية قامت مؤخراً بتمرير رسائل إلى الإدارة الأميركية تطالبها فيها بتعميق تدخلها فيما يحدث داخل سورية، وباتخاذ أقصى درجات الحذر لدى تزويد المتمردين بالأسلحة.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة قامت إسرائيل بغارتين جويتين في دمشق وريفها بفارق أربع وعشرين ساعة  إستهدفتا أهدافا عسكرية ومنها صواريخ وأسلحة يتم نقلها لحزب الله كما قالت ،  وهو ما أكده رئيس حزب كاديما شاؤول موفاز بقوله ان الغارات هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران. في المقابل إعتبرت سوريا ان الغارات فتحت الباب أمام كل الإحتمالات ، فيما الإعلام السوري إعتبر الإعتداء لتخفيف الضغط عن من سمتهم بالإرهابيين .
هذه الغارات الإسرائيلية التي تتزامن مع دعوات بدأت تطلق في الولايات المتحدة الأميركية من الكونغرس الأميركي الى الإعلام الذي يدعو الى مساعدة المعارضة السورية وإمدادها بالسلاح وصولا الى الدعوات للتدخل عسكريا وهو ما رد عليه الرئيس الأميركي باراك أوباما في كوستاريكا بنفي أي تدخل عسكري  إلا أنه عاد وأكد على ” الخط الأحمر ” بالنسبة إليه وهو إستخدام الأسلحة الكيماوية .
بغض النظر عن المواقف الدولية والعربية من الغارتين الإسرائيليتين على سوريا ، فإن ما حصل خلط الأوراق على الأرض ، حتى ولو لم يحدث أي رد سوري أو من حزب الله على إسرائيل ، فما حصل في التوقيت والمكان أحرج سوريا وحزب الله معا ، وهو ما عبر عنه المعلقون الإسرائيليون الذين رأوا أن سوريا مشغولة في الداخل وحزب الله أيضا لا يستطيع فتح المعركة على الأقل اليوم .

وإذا كانت هذه الغارات قد جاءت نتيجة تجاوز الخط الأحمر الإسرائيلي لحزب الله وسوريا معا ، وإذا كانت أميركا قد وضعت خطها الأحمر بالنسبة لسوريا ولم يتم تجاوزه بعد ، فما هي حدود سوريا وحزب الله في رسم الخط الأحمر لإسرائيل خاصة بعد الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، برسائله التي وجهها لإسرائيل وجهوزية المقاومة في الرد ، فهل هناك خط أحمر لإسرائيل ؟ وهل الغارات التي حصلت قد تجاوزت فيها إسرائيل هذا الخط  ؟