حذرت دراسة أكاديمية وزعت، اليوم الثلاثاء، من أن النقص في افراد الجسم التمريضي سيشكل خطراً على نجاح العملية الصحية في لبنان.
وقالت الدراسة التي نفّذها فريق بحثي من الجامعة الأميركية في بيروت، حول أزمة الجسم التمريضي في لبنان، إنه “نظراً إلى أن أفراد الجسم التمريضي في لبنان يتنكّبون 90% من مهمة التواصل المباشر مع المريض، فإن النقص في أعدادهم ستكون له نتائج وخيمة على توفير العناية الصحية لمحتاجيها وسيشّكل خطراً على نجاح عملية العناية الصحية برمّتها”.
ولاحظت الدراسة التي استمرت عدة سنوات، أن واحداً من كل 5 ممرضين وممرضات من لبنان ومن حملة البكالوريوس، ينوي الهجرة خلال سنتين من تخرجه.
وأشارت الى أن الأسباب الرئيسية للهجرة تشمل “تفضيل العمل بدوام مستقر عوض العمل بدوام يتغيّر باستمرار، والرغبة في العمل بعبء أخف، والهروب من النقص في عدد الموظفين والذي يفرض عبئاً أكبر على الموظفين المتواجدين، وبيئة العمل السيئة”، كما أن “السبب الرئيسي لهجرة الممرضين هو سعيهم وراء تقدّمهم المهني”.
وأظهرت دراسة أُجريت في 69 مستشفى واستُفتي خلالها 1783 ممرضاً، أن 67.5% منهم ينوون ترك عملهم الراهن، وأن 37.5% منهم ينوون مغادرة البلاد، وأن 63.3% منهم ينوون مغادرة المستشفى، وأن 30% ممن ينوون المغادرة سيتركون المهنة.
كما أظهرت الدراسة أيضاً أن أفراد الجسم التمريضي “هم الأقل رضىً بالرواتب والمنافع، وبالتوافق بين العائلة والعمل، وبالفرص المهنية”.
ولاحظت الدراسة أن نسبة الرضى “مرتبطة بوضوح بالرغبة المتزايدة بالمغادرة”.
وعدّد مدراء 76 مستشفى في لبنان أسباباً تدفع الممرّضين إلى الرغبة بترك عملهم، وأهمها الرواتب المنخفضة، ونوبات العمل الطويلة، وساعات العمل المكثّفة بالمقارنة مع فرص أفضل في الخارج.
كما ذكروا أن الزواج هو أحد الأسباب إذ تترك الممرضة العمل للاهتمام بأطفالها، وقالوا إن المدة المعهودة للبقاء في الوظيفة هي من سنة إلى 3 سنوات.
وأظهرت دراسة أُجريت على الممرّضين والممرّضات في مناطق ريفية محرومة في لبنان (في الشمال والبقاع والجنوب) أن أكثر من 90% من هؤلاء، وخاصة العاملين في منشاءات العناية الصحية الأولية، يحملون شهادات تقنية غير جامعية، وأن 50% منهم لديهم أقل من 5 سنوات من الخبرة التمريضية، وأن 35.1% فقط من الممرّضين الذين سئلوا، وعددهم 857، ينوون العمل في مناطق محرومة.
وقال 30.8% فقط أنهم لكانوا اختاروا مهنة التمريض مجدداً لو قيّض لهم بدء مسيرتهم المهنية مرة أخرى.