- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الشعب يريد إجابات!

فادي أبو سعدى

ذكرى أخرى تمر على الشعب الفلسطيني، في مثل هذه الأيام أعلن الراحل ياسر عرفات استقلال دولة فلسطين من الجزائر عام 1988. يومها كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة” في أوجها، وها نحن اليوم ما زلنا نحاول الحصول على هذا الاستقلال من دون جدوى، لكن المحزن في الأمر أننا لا نعرف إلى أين نسير!
تارة يهددون بحل السلطة، لكنهم سرعان ما ينفون ذلك، ليخرج أحد منهم مجدداً بالقول “إن السلطة الفلسطينية تنهار لوحدها”، وتارة أخرى يقولون “إلى مجلس الأمن”، فيخرج أحدهم بعد الفشل ليقول، “غيّرنا الخطة” وهناك استراتيجية جديدة، أو بديلة.. طيب، أليس حل السلطة أفضل من انهيارها وحدها؟ وما هي الخطة الجديدة؟ هل من إجابات؟ بالتأكيد لا.
في الشأن السياسي الداخلي، الوضع ليس بحال أفضل، فبعد قرار إسرائيل استمرار تجميد تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية، وحتى قبل ذلك، ونحن نسمع عن إجراءات حكومية فلسطينية تقلل من شأن المساعدات الدولية لنا لنعتمد على أنفسنا، لكن ما هي هذه الإجراءات؟ “نحن لا نعرف”، فيصرح أحد مسؤولي الحكومة بأن قرار إسرائيل يخلق أزمة للحكومة والشعب، “نحن نعرف”، ولكن هل من حلول بديلة أو جاهزة للخروج من الأزمة؟ “نحن لا نعرف”.
المصالحة هي الأخرى ملف “لا نعرف” خفاياه، ولماذا يتطلب الأمر زيارة سرية من مسؤول فتحاوي إلى القاهرة للقاء مع حركة “حماس”؟ “نحن لا نعرف”. وهل اتخذت “حماس” رسمياً من القاهرة مقراً لها لحين انتهاء الأزمة السورية؟ “نحن لا نعرف”. طيب، وبعد تنفيذ صفقة الأسرى لماذا لم تطبق المصالحة فعلياً على الأرض؟ ما الذي يعطلها؟ “نحن لا نعرف”.
لا زلت أذكر “الأيام الخوالي” إبان انطلاق انتفاضة الحجارة، كنت حينها طفلاً لم أتجاوز الثانية عشر من عمري، لكني “كنت أعرف” الكثير، وأتذكر كيف كانت فسطين بأسرها تنتظر يوم التاسع من كل شهر، لصدور بيان “القوى الوطنية الموحدة” للانتفاضة، هذا البيان الورقي، كان يحكم البلد بأسرها، وكنا حينها فعلاً “نعرف” إلى أين نسير، ودائماً ما نحصل على إجابات شافية!
قد يكون الوضع أعقد الآن من تلك الأيام أواخر الثمانينيات، لكن ذلك لا يعني أن نستمر في حالة “التيه” التي نواجهها، خاصة على صعيد الشارع الفلسطيني، والمواطن العادي، بدءاَ بالسؤال عن الراتب، إلى السؤال عن الفصائل “الغائبة” عن الأرض، إلى الحكومة وإجراءاتها “المنتظرة” للاعتماد على النفس، وصولاً إلى السلطة ما بين حل وانهيار!
أعتقد بأن هناك مسؤولية فردية، وأخرى جماعية تجاه هذه الأسئلة، والإجابة عليها من قبل صناع القرار، أياً كان المستوى، فصائل، حكومة، أو سلطة، الأمر واحد بالنسبة للمواطن، الذي لم يتوقف عن دعم ثلاثتهم، من دون أدنى مقابل، وهو الحصول على بعض الإجابات التي يحتاجها نحو مزيد من الصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي.