- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عمرو موسى يحذر من تقسيم سوريا

رأى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ان “ما يشهده العالم العربي من تطورات لا نستطيع على وجه اليقين تحديد نتائجه ان على المدى القريب او البعيد،  وان كنا نرى في الواقع الحاضر وعلى المدى القصير احداثا يشوبها التوتر وقلقا على مصير دولنا ومجتماعتنا”، متسائلا “هل سنلحق بالقرن الواحد والعشرين ونسهم فيه وننهل من الفرص التي يقدمه ام سوف ننجر الى عصور مضت وازمنة خلت وما يعني ذلك من اضطراب وانهيار وخطر على مجتماعتنا وامنها واستقرارها؟”.
وخلال محاضرة له في جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية اللبنانية- الفرنسية في دده، لفت موسى الى ان “الفكر الذي نهلنا منه يجب ان يكون لصالح مجتماعتنا وحافزا للسير والقفز نحو المستقبل وليس للعودة الى الماضي، ليتمكن العالم العربي من الشراكة مع العالم المعاصر”.
واشار موسى الى انه “مع بداية العام 2011 شهد العالم ثورات متتالية شكلت حركة تاريخية خاصة اسماها الغربيون الربيع العربي، وغيرهم اسماها بالانتفاضة او الثورة، التي نرجو ان لا تنتهي بالهوجة”، لافتا الى “انه يفضل ان يسميها حركة التغيير العربي وهي ثورة بالتاكيد”، معتبرا “انها كانت متوقعة وضرورية بسبب الحكام الديكتاتوريين ونقص الكفاءة وعدم قراءة حركة التاريخ ومسيرة العالم المعاصرمن حولنا”.
وشدد موسى على أنه “لا بد من نظام عربي جديد، لا يكون مغلقا على نفسه، بل يسمح بفتح نوافذ على العالم من حوله، وهي دول الجوار العربي آسيا وافريقيا، ويعمل على تأكيد الدور العربي في المحيط، وتحديد العلاقة مع ايران من جهة واسرائيل من جهة اخرى مع المفارقة بين البلدين، وتركيا من جهة والدول الافريقية من جهة، اخذين في الاعتبار ضوابط المصلحة العامة والامن العربي”.
في سياق اخر، اعتبر موسى ان “حل الازمة السورية يشكل جوهر التغيير الاستراتيجي في المنطقة، لذلك كان بطء باتخاذ القرارات المصيرية لان فيه رسماً جغرافياً جديداً للمنطقة، ما احدث اضطرابات لاولئك الذين يرسمون خرائط العالم”.
ولفت موسى الى ان “المشكلة ليست مشكلة حكم فقط بل مستقبل سوريا ككيان، ومن المصلحة بقاء هذا الكيان دون تقسيم او شرذمة، لأن ذلك اذا حدث سوف تقع به اكثر دول المنطقة، ولن ينجو من مؤامرة التقسيم احد، فحذار الحديث عن تقسيم سوريا لأنه سينسحب على كل المنطقة”.
واشار موسى الى أن “الجامعة العربية مدعوة لتعبئة جميع اعضائها والتقدم كمجموعة لمجلس الامن الدولي للنظر بالمسألة السورية وليس للدخول في حل فوري انما للتمهيد لشراكة عربية دولية من الناحية الاستراتيجية”، معتبرا ان “الامر يحتاج لنقاش حول الوضع الاستراتيجي لتسوية المشكلة السورية باقل كلفة على المنطقة التي يجب ان تعيش بسلام مع جيرانها العرب ويساهموا في تشكيل النظام العربي الجديد”.