دعا رئيس “تيار المستقبل” فؤاد السنيورة هيئات المجتمع المدني والأهلي في لبنان إلى التحرك و”كسر حاجزي الصمت والخوف ضد التورط في سوريا لنصرة نظام قتل ويقتل شعبه ويدمر بلده”.
وقال السنيورة، في مؤتمر صحافي عقده عصر اليوم في بيت الوسط، للإعلان عن كتاب “الافتراء في كتاب الإبراء”، إن “التطورات العسكرية والأمنية الجارية في سوريا تشكل للشعب اللبناني مصدر القلق الأساسي بسب الانخراط الكبير والعلني لـ”حزب الله” في القتال الدائر في سوريا، حماية للنظام الغاشم في مواجهة شعبه” ، معتبراً أن “العائلات اللبنانية لا تريد أن يُقتل أولادها دفاعاً عن النظام السوري”.
وحث القيادات الروحية والسياسية على “التحرك فوراً للمطالبة بسحب المسلحين الذين يرسلهم حزب الله إلى سوريا”، مشيراً إلى أن “القتال في مواجهة العدو الإسرائيلي، تحت لواء وأمرة الدولة اللبنانية شرف نفتخر به، لكن القتال لحماية النظام السوري جريمة لا تغتفر”.
وشدد على ضرورة تشكيل حكومة تكون مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات النيابية، “لحماية لبنان وصون مؤسساته الدستورية”، مطالباً بتقديم الدعم اللازم للرئيس المكلف تمام سلام، عوضاً عن وضع الشروط والعراقيل. كما طالب بتشكيل حكومة “من غير الحزبيين أو المرشحين للانتخابات النيابية”، تعمل لإجراء الانتخابات، لـ”تجنيب لبنان انعكاسات ما يجري في سوريا”.
وقال إن “المطلوب اليوم تطبيق فعلي وغير انتقائي أو مجتزأ لسياسة النأي بالنفس، عبر الالتزام بإعلان بعبدا، وتحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، وتجنيبه الانعكاسات السلبية”.
وفي ما خص قانون الانتخاب، أكد “تمسك تيار المستقبل بالعيش المشترك الواحد، وبالتالي بقانون توافقي للانتخابات النيابية يؤمن مصالح الجميع وصحة وعدالة التمثيل وحرية الاختيار”، مجدداً تجاوب التيار “مع أي طرح مختلط يؤمن هذه الأهداف، ويحافظ على العيش المشترك”. وأكد حرص التيار على إجراء الانتخابات في أقرب موعد ممكن، بعد أن أصبح متعذراً إجراؤها في موعدها الدستوري”، مجدداً رفض مشروع “اللقاء الأرثوذكسي”.
وفي ما خص الكتاب المؤلف من 16 باباً، للرد على ما اعتبره “حملة سابقة ومستمرة حافلة بالافتراء والتشويه على الرئيس رفيق الحريري وكل الإنجازات التي حققها، شنها التيار الوطني الحر”، ذكر السنيورة بمساهمة الحريري في تعليم 30 ألف طالب لبناني في الجامعات اللبنانية والأجنبية، وبناء المرافق العامة ووسط مدينة بيروت “وإعادة الحياة والنمو للاقتصاد اللبناني المدمر والمنهك بالتضخم”، مشيراً إلى أن هذا “الاغتيال المعنوي للحريري أخطر من الاغتيال بحد ذاته”.
ويتألف الكتاب من 16 باباً، يتعلق بحسابات الدولة اللبنانية وسلفات الخزينة والدين العام والهبات والتجاوز في الإنفاق العام والهيئة العليا للإغاثة، وعدد آخر غيرها.
وتناول السنيورة قضية تصفير حكومات الحريري لحسابات في الدولة اللبنانية، واتهامها بالاستيلاء على الأموال العامة، مشيراً إلى أن “القصة الحقيقية تكمن في أنه من العام 1979 وحتى العام 1992، توقف إعداد قطع حساب الموازنة العامة وحسابات الخزينة العامة في الدولة اللبنانية وتوقف في بعض منها إعداد وإقرار الموازنات العامة، خصوصاً بعد الدمار والحريق الذي تعرضت له مكاتب وزارة المالية خلال تولي العماد ميشال عون السلطة”. وأوضح أنه على حكومة الحريري “معالجة هذه المشكلة المستعصية، حيث تم ابتكار مفهوم الانطلاق من الصفر، كي تتمكن الدوائر المالية من العودة إلى إعداد الموازنات العامة”.
وشدد على أن “تيار المستقبل” لن يستمر بالسكوت وعدم الرد على “حملة الافتراءات”.