باريس – «برس نت»
في مقابلة مع صحيفة «لوموند» قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «اذا استمرت الكارثة السورية ستكون من اسوأ الكوارث الانسانية في هذا القرن»، واعتبر أن عدم وقف القتال يقود نحو «تفتت هذا البلد وارتفاع مستوى التشدد الطائفي للطرفين، إضافة إلى زعزعة استقرار جميع مكونات هذه المنطقة». ورأى أن «الصراع في سوريا يشكل مع الملف النووي الايراني التهديد الاكبر للسلام اليوم». ورداً على سؤال حول نسبة التدخل الإيراني في سوريا رأى فابيوس أن «التدخل الايراني الى جانب النظام السوري هائل» واعتبر أنه توجد «علاقة بين الملف النووي الايراني والمواجهات في سوريا». وتسائل محذراً عن مصداقية المجتمع الدولي في منع إيران من الحصول على السلاح النووي «اذا لم تستطع الاسرة الدولية وقف حركة رجال الأسد المدعومين بقوة من إيران».
وأعتبر فابيوس أن «عتبة حصول إيران على السلاح النووي تقع «بعد الانتخابات الرئاسية»، وأنه في حال فشل المفاوضات فإن «كل الطروحات موجودة على الطاولة» إلا أنه استدرك بأن «الحل المرجو هو التفاوض».
وكشف أن الديبلوماسية الفرنسية في حراك دائم وتعمل في أربع توجهات: ١) الدفع نحو حل سياسي، ودعا الولايات المتحدة للتحرك وتعزيز المحادثات مع روسيا، وكشف في خذا السياق أن باريس دعت إلى «جنيف-٢» ليكمل ما بدأه مؤتمر جنيف ١ «والذي كاد أن ينجح». ٢) زيادة دعم باريس للمعارضة المعتدلة المتمثلة في الائتلاف الوطني السوريودعوته للانفتاح وضمان «لكل طائفة احترام حقوقها في حال تغيير النظام» واقترح في هذا الصدد و«منعاً لأي التباس تصنيف جبهة النصرة المعارضة كمنظمة ارهابية» حسب المفهوم الذي حددته الامم المتحدة. وكشف أن باريس ولندن بدأتا إجراءت مشتركة لتقديم طلب إدراج هذه المنظمة الى لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة.
٣) مناقشة مسألة حظر تسليح المعارضة مع مع الشركاء الاوروبيين، وشرح بأنه « ليس مقبولاً أن يتعرض المقاومين والمدنيين للقصف»، وأنهم يطالبون بوسائل لحماية أنفسهم، ولمنه من جهة ثانية أكد بأنه «لا يمكن تقديم أسلحة اليهم يحتمل أن تقع في أيدي النظام او الحركات الإرهابية».
٤)«العمل على بلورة التحقيقات حول استخدام الاسد للسلاح الكيماوي» حيث قال إنه «توجد مؤشرات ولكنها ليست براهي» وأكد أن باريس تعمق دراسة هذه المسألة، مذكراً أن الرئيس فرنسوا هولاند اعتبر استخدام السلاح الكيماوي سيقود الى رد حاسم» إلا أنه لمح إلى أن « بعضهم استخدم هذا السلاح» دون الخوض في التفاصيل.