- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ما وراء إقالة الأمير خالد بن سلطان ٣/١

تكشف «برس نت» اليوم الأسباب الحقيقية التي تقف وراء «إقالة» الأمير خالد بن سلطان من منصب نائب وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية. وهذه المعلومات المستقاة من مصادر ثقة مقربة جداً من مراكز القرار الملكي، تتقاطع في بعض النقاط مع ما كتبه «المغرد مجتهد» إلا أنها في نقاط أخرى توضح بعض الزوايا التي تجاهلها «مجتهد»لأسباب لا نعرفها أو  أنها لا تتناسب مع «استهدافه المنتظم» لخالد التويجيري رئيس الديوان الملكي كما أوضحنا سابقاً (أنقر هنا راجع أخباربووم).
بالطبع ما أن توفى الله الأمير سلطان حتى دارت الانظار بالاتجاه ابنه الأمير خالد الذي احتل منصب «نائب وزير الدفاع» أي نائب المرحوم والده. وبالطبع هذا المركز  (وزير الدفاع) يؤول (حتى الآن) إلى أحد أولاد المغفور له الملك عبد العزيز، لأنه كما يقال في القصر هو من المراكز «الماسية» التي لم يستحوذها (حتى الآن) سوى أبناء مؤسس المملكة الوهابية.
بالطبع تراجعت صلاحيات الأمير خالد مباشرة بعد أن «حلّ عمه مكان أبيه» أي الأمير سلمان. وكما استعمل الأمير خالد صلاحيات والده للإمساك بمقاليد وزارة الدفاع، استعمل الأمير محمد بن سلمان موقع والده الوزير الجديد للتأثير على مسار الوزارة. وبعد أن توفى الله الأمير نايف وتعين الأمير سلمان ولياً للعهد زادت سطوة ابنه الأمير محمد بن سلمان وزادت الضغوط على الأمير خالد من قبل ابن ولي العهد أي الأمير محمد بن سلمان.
ولجأ الأمير محمد إلى مناورة ذكية جداً لتهميش الأمير خالد، فهو عمد إلى سحب صلاحياته رويداً رويداً إذ أقنع والده باستصدار أمر يلزم كل إدارات وزارة الدفاع بالعودة إلى مكتب الوزير لكافة شؤون الوزارة، على أن يقرر مكتب الوزير «ما يجب أن يراه ويطلع عليه نائب الوزير». أي أنه سحب من الأمير خالد كل صلاحياته أكان ذلك في التعينات أم في تحركات الجيش أو في الصفقات العسكرية. وبالطبع آلت هذه الشؤون التي كان يتولاها الأمير خالد عوضاً عن والده المرحوم الأمير سلطان، إلى الأمير محمد عوضاً عن والده الأمير سلمان.
كقد راقب بصمت كل من محمد بن نايف ومتعب بن عبد الله عملية «تقزيم» صلاحيات الأمير خالد ولم يحركا ساكناً لـ«نجدته» على أساس أنه «منافس محتمل على ولاية العهد» لأنه مثلهم ومثل محمد بن سلمان من أحفاد عبد العزيز.
ويقول مصدر مقرب من البلاط الملكي بان جميع الأمراء كانوا يترقبون لحظة إعفاء الأمير خالد، التي بدت «آتية لا محالة» بعد أن بات من دون أي صلاحيات في وزارة الدفاع وبعد أن ابتعد عنه المقربون الذين «يستشعورن تغيير مجرى رياح الحظوة». إلا أن إبعاد أمير عن مركز مهم مثل هذا المركز بعد وفاة والده الذي كان ولياً للعهد ليس بالأمر البسيط لأنه يخلخل توازانات عائلية معقدة.
وبالطبع فإن الملك عبدالله رغم مشاكله الصحية، ولربما بسبب هذه الأزمات الطبية، كان حريصاً على التوازنات داخل العائلة المالكة، إذ يقول المصدر بأنه «مشغول البال بسبب انسداد أفق إيجاد حلول دائمة لولاية العهد والملك بعد انتهاء عقد أولاد عبد العزيز». ويضيف بأنه لم يكن يريد أن يبدو وكأنه «يحضر شؤون ولايات العهد والملك» باستبعاد هذا أو ذاك من أحفاد عبد العزيز خصوصاً وأن خالد من الجُب السديري (مثل فهد وسلطان). رغم أنه حسب أكثر من مصدر (ومنها «مجتهد» الذي يدعي معرفة ما يدور في قصور آل سعود)، كان متضايق جداً من تصرفات الأمير خالد بشكل عام، وخصوصاً بالنسبة لفشله في «حرب الحوثيين» على الحدود اليمنية. وكان والد الأمير خالد الأمير سلمان يرطب من خاطره ويحمي ولده.
ولكن كما يقال «غلطة الشاطر بألف» فقد ارتكب الأمير خالد هفوة كبيرة جداً كانت مناسبة لمن يتحضر لإبعاده عن مراكز القرار.
رغم أنه محاصر ولا يستطيع إقرار أي صفقة أو عقد شراء بسبب استحواذ مكتب الأمير سلمان (أي ابنه الأمير محمد) على كافة قرارات الوزارة، فهو قرر تجاوز هذا الأمر والخروج من هذا الحصار عبر عقد صفقة مع الصينيين مباشرة من دون المرور بمكتب الوزير لتجديد منظومة الصواريخ الصينية التي تعمل في المملكة (منظومة سي أس أس -2 التي اشترتها السعودية من الصين في عام ١٩٨٧)، ولكن … دون أن ينسق أو يخبر الملك عبدالله.
وقد اكتشف الأمريكيون أمر هذه الصفقة واحتجوا لدى السلطات السعودية وبشكل خاص لدى الأمير …سلطان وزير الدفاع. والمعروف أن العلاقة بين الأمير خالد والأمريكيين متراجعة جداً منذ بداية حرب الحوثيين على الحدود اليمنية.
وقد استفاد «فريق سلمان» من افتضاح أمر الصفقة لاستثارة الملك عبدالله الذي وقع أمراً ملكياً بإعفاء الأمير خالد بناء على طلب وزير الدفاع الأمير سلمان.
الغريب أن الذي عُيِّنَ محل الأمير خالد هو الأمير فهد بن عبد الله وهو فريق ركن متقاعد، سبق للأمير خالد (المقال) أن أقاله قبل سنتين. وها هو «المقال يحل محل المقيل».
نظرة إلى سيرة نائب الويزر الجديد تشير إن لزم الأمر إلى أنه ليس على «اللائحة الماسية» التي تحمل أسماء «أحفاد الملك المؤسس» أي المؤهلين للملك، فهو محمد بن عبدالله بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود جده الأمير محمد بن عبد الرحمن أخ الملك عبد العزيز، ووالده الأمير عبدالله بن محمد أخ غير شقيق للملك فهد بن عبد العزيز عن طريق أمهما حصة بنت أحمد السديري، ووالدته نورة بنت الملك سعود.
يفتح هذا باب التساؤل عما يكمن وراء الإقالة إلى جانب «هفوة» كان يمكن للملك أن يتجاوزها ويكتفي فقط بتوبيخ كما يحصل في مثل هذه الحالات.
(يتبع خلافة المُلك في أفق الإقالة…)