- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

٨٢ ألف شهيد والمعارضة السورية تنظر في عدد لامتناهي من المرايا

Bassam 2نقطة عى السطر
بسّام الطيارة
منذ تحول الثورة السورية من ثورة سلمية توافقت جميع القوى على أن مطالبها بالإصلاحات محقة، إلى حركات مسلحة والتنبيهات تحيق بها.
بدأت التنبيهات من معارضة الداخل قبل أن تنتقل إلى الخارج ولكن ليس إلى معارضة الخارج بل إلى كل من نبه من خطورة فتح أبواب العنف في سوريا. بالطبع الضربة الأولى جاءت من النظام الذي رد على المطالب المشروعة بعنف وتعسف عوض عن تلبية مطالب المتظاهرين السلميين. وبدأ تدحرج كرة الحديد والنار وبدأت جحافل الجهاديين تتدافع للقتال في أرض الأمويين، وكبرت الكرة والمعارضة في الخارج تطالب بتدخل أجنبي والشعب السوري يتشرد ويصيبه ما لم يشهده شعب عربي منذ نكبة فلسطين.
الأرقام اليوم تتكلم: ٤،٥ ملايين متشرد سوري بين الداخل والخارج، ٨٢ ألف شهيد ومئات الألوف من الجرحى. أما الخراب والتدمير والمصانع والمخازن المحترقة أو المنهوبة فحدث ولا حرج.
المعارضة ما زالت مثل البيزنطيين الذين غاصوا في جدل حول «جنس الملائكة» بينما «الأتراك يدكون حصون القسطنطينية»، فهي ما زالت «ثابتة في مواقفها» ترفض أي مفاوضات مع نظام الأسد مع «عدوها اللدود».
سؤال موجه لهذه المعارضة: إذا لم تتفاوض مع عدوها اللدود لوقف الحرب ونزيف دم السوريين وخرب البلاد… مع من تتفاوض؟
إن قراءة التاريح لمن يجيد القراءة أثبتت دائما أن وقف حرب يكون «إما بانتصار مبرم أو بتفاوض مع العدو» لا ثالث لهما.
عندما تحدثت المعارضة في الداخل بتفاوض مع النظام هبت معارضة الخارج تقذفها بسيل من الشتائم والتهم أقلها «تبعية للنظام».
عندما تحدث رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب عن «تفاوض مع النظام» هاجت المعارضة في الخارج على «رئيسها المفترض» وماجت لتدفعه خارج الإتلاف رغم أنه «ربط عرضه التفاوضي بشروط شبه تعجيزية».
أمس توصل العملاقان الروسي والأميركي إلى «اتفاق مبدئي» للعودة إلى جنيف لتحسين الاتفاق وخصوصاً «توضيحه». قامت المعارضة ولم تجلس بعد تضع شروطاً مسبقة وكأنها تريد تفجير فكرة المؤتمر قبل المؤتمر.
مرة أخرى لسان حال تلك المعارضة: لا تفاوض مع الأسد ومع الحلقة المحيطة به.
مرة أخرى نسأل المعارضة: مع من تريد أن تتفاوض؟
نسألها لأن قلبنا يدمى على سوريا وشعبها: من يمسك البندقية في الطرف المقابل؟ كيف يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف النار إذا لم يفتح باب التفاوض مع ممسك تلك البندقية؟
مع فاروق الشرع؟ يدرك الجميع أن الشرع لا قدرة له على وقف إطلاق نار ولا على فتح باب سيارته الشخصية!
مع ضابط يقوم بانقلاب؟ مرت ٢٥ أشهر طويلة والجميع ينتظر انقلاب لم يأت.
نراهن على انهيار الجيش وهرولة أهل النظام لطلب الأمان؟ حتى الآن أثبت الجيش تماسكه ليس فقط حباً بالنظام بل لما رآه من تصاعد القوى الجهادية التكفيرية ودورها في تأجيج النزاع المذهبي الطائفي.
ندعو المعارضة لبعض الواقعية، ليس حباً بنظام لا يمكن أن يعود كما كان حاكماً للبلاد الأمويين بل حباً بسوريا.
ندعو المعارضة للنظر في المرآة. في الواقع للنظر في عدد لا متناهي من المرايا…لننظر سوياً:
– في اسطنبول اجتماع للائتلاف السوري المعارض.
– في القاهرة اجتماع لمؤيدي ميشال كيلو بهدف توسيع المنبر الديموقراطي لتشكيل قوة معارضة مؤثرة.
– في مدريد لقاء بين معاذ الخطيب وعدد من مؤيديه لبناء «قوة مؤثرة» في إطار المعارضة، ومطالبة بعض الائتلاف بالاستقالة.
– في الرياض يجتمع الأمير بندر مع جورج صبرا وفاروق طيفور قبل أن يلتقي بمناف طلاس.
– من باريس رئيس هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي في المهجر هيثم مناع ينتقل من عاصمة لأخرى والأبواب موصدة أمامه والمعارضة ترفض حراكه بشكل مبرم.
– حركة دائمة لكمال لبواني ووليد البني والبحث عن دور لبرهان غليون.
عندما تكون حركة معارضة ثورية في مثل هذه الحال من التشرذم فهذا يفتح الأبواب لكافة التدخلات الخارجية التي، رغم قناعات المعارضة، لها أجندة خاصة ولا تبحث إلا عن مصلحتها الخاصة، والتي لا تتوافق مع تطلعات الثورة السورية ولا الشعب السوري.
أفضل الأمثلة: الغارات الإسرائيلية وحراك القوى النكفيرية مثل خطف المطارنة والذبح على الهوية وقطع الأيدي والمحاكم الشرعية وأخيراً وليس آخراً تحريك «جبهة تحرير لواء الاسكندرون» وتفجيرات الريحانية الإرهابية.