- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الإعلام الغربي في فخ الربيع العربي

الطيارة محاضراً وإلى جانبه الدكتور غدار

الطيارة محاضراً وإلى جانبه الدكتور غدار

بسّام الطيارة*

يعتبر الغرب بسياسييه وإعلامه وحتى مواطنيه أن الثورات العربية قد «فاجأت الجميع». قد تكون هناك مفاجأة على صعيد المواطنين غير المتابعين لأحوال العالم العربي بشكل يومي. قد تكون مفاجأة للإعلاميين غير المتخصصين بالشأن العربي. أما أن تكون مفاجأة لـ«الخبراء» والمهتمين بقضايا العرب من سياسيين وديبلوماسيين فهذا يشكل المفاجأة لنا.
ثمة سؤال يوجه لهذا العالم الغربي هو «ماذا كان يفعل الإعلام الغربي طوال هذه السنوات والعقود كي يقع أيضاً في فخ المفاجأة؟». إذ أن «الشارع العربي» على سبيل المثال لم يفاجأ أن يثور الشعب على زين العابدين بن علي في تونس (حكم ٢٤ سنة)  أو حسني مبارك في مصر (حكم ٣٠ سنة) أو معمر القذافي في ليبيا (حكم ٤٢ سنة). فالشعوب العربية كانت تنظر بذهول لهذه الدول التي تتدعي الديموقراطية وهي تدلل وتراعي هذه الأنظمة الديكتاتورية المفلسة شعبياً، مناقضة لما يدعيه الغرب من مواثيق ديموقراطية.
الإعلام العربي لم يكن غائباً بل كان مغيباً وهذا ما سوف نراه في إطار هذه المداخلة. نحن في عصر الإعلام والتواصل من هنا يبدو ضرورياً الاهتمام بدور الإعلام في هذه المفاجآت أو لنقل في التأسيس لهذا الفراغ في المعرفة حتى لا نقول: جهل وتجاهل.
أولاً: نضع جانباً نظرية المؤامرة.
ثانياً: لا نأخذ بعين الاعتبار السياسيين التنفيذيين، أي الذين أعتبر أنهم على «علم بحقيقة ما يحصل»، بيد أنهم يرون أن «مصلحة» الدول التي يمثلونها تقتضي عدم توضيح الأمور لشعوبهم.
ثالثاً: لنجعل بعض الثقة بشعوب الدول الغربية (الرأي العام الغربي)، ولنكن واثقين من أن السياسيين التنفيذيين يخبئون الحقيقة لاعتقادهم بأن شعوبهم ساذجة وتنساق وراء العاطفية.
رابعاً: من المفروض أن هؤلاء السياسيين التنفيذيين يعملون لملاقاة تطلعات شعوبهم عبر إرضاء الرأي العام (الغربي).
خامساً: ينجح السياسيون التنفيذيون بـ «خداع» الرأي العام الغربي بسبب «عجز الإعلام الغربي» عن نقل الصورة الحقيقية لما يحصل. وهذا بيت القصيد من وراء مداخلتي.
سادساً: (لتبرأة الذمة) وللمزيد من المنهجية العلمية «لنقل» أن عجز الإعلام يمكن أن يساهم في «تجهيل بعض السياسسيين التنفيذيين» أي يترك تأثيراً على قراراتهم.
،أخيراً لنضع النظرة الاستشراقية جانباً
إن المتابع للإعلام الغربي بشكل يومي وخصوصاً للشأن العربي يستطيع تسليط الضوء على التباين بين الحقيقة وبين ما يكتبه الإعلام الغربي.
مرة أخرى وجب التذكير بأن «الإعلام العربي» أيضاً يمكنه تسليط هذا التباين، إلا أننا سنرى لاحقاً لماذا لا يفعل الإعلام العربي ما سوف نتطرق إليه في هذه الدراسة.
نضع إذاً جانباً النظرة الاستشراقية التي يتناول عبرها إعلام العالم العربي والشؤون العربية، والتي وصفها جيدا الطيب الذكر إدوار سعيد، ولننظر إلى الهيئة البنيوية التي يقوم عليها الإعلام الغربي.
هنا سوف نجد الدور الذي يلعبه الإعلام العربي في «توجيه الإعلام الغربي». ليس فقط توجيه ولكن أيضاً «بناء المعلومة» التي على أساسها سيتم بناء «الدوكسا» (doxa) أي المعرفة المتفق عليها على أنها «المعرفة المنتظمة»، وهي مصطلح يوناني يختص بشئ يدخل العقل ليشكل قناعة يتداولها الجميع وكأنه شيء معروف ونتفق عليه. ودوكسا أيضاً (هي مجموعة بديهيات لا يمكن مناقشتها) تعني الحقيقة العلمية.
وهي بعكس الدوغما التي تناقش عقليا ويتفق عليها وأسسها، بينما معرفة الدوكسا مجهولة الأصول والمنبع ومع ذلك وبلاوعي يتفق الجميع على بديهيتها.
حتى زمن ماض قريب كان الغرب هو مركز «صناعة الثقافة والإعلام بشكل واسع»، أي مركز صناعة «آلدوكسا» وكل ما كان يصدر عن الغرب كان يبعتبر «حقيقة بديهية» (endoxal)
الثقافة والفنون في عصر ما بعد الحداثة لم تعد تقتصر صناعتها على الغرب، إذ بات ما يسمى العالم الدائري (monde périphérique) (أو عالم الأطراف) له تأثير على صناعة الثقافة وكذلك الإعلام. بالنسبة للثقافة يمكن الاطلاع على أعمال «هومي بهابها» (Homi Bhabha)* في كتابه الشهير «مواقع الثقافة – نظرية ما بعد الاستعمار».**

يشدد بهابها  على السياق الثقافي والاجتماعي في نظريته، ويبرهن بشكل بارع تأثير الأطراف على المركز خصوصاً «كيف تنبثق الحداثة في عالم ما بعد الحداثة»، هذه الدراسة هي محاولة اإيجاد البراهين على أن «المعلومة// أي مكونة الإعلام الصغرى// والتي يشكل مجموعها ما يسمى معلومات// تسلك نفس السبيل للوصول إلى الغرب»: من الأطراف نحو المركز. حسب الرسم التالي:
الطرف (معلومة ==⇐ كم ===⇐ معلومات====⇐) المركز
يعتمد بهابها على دراسات فرديريك جيمسون (Frédéric Jamson) الذي يعرف «المعرفة» بشكل «ثنائي» (Binary)، فيذكر للمقارنة «الداخل» و«الخارج» حيث يحتل الداخل موقع المركز والخارج موقع الأطراف.

الداخل = المركز ===========⇐ الخارج =الأطراف
هذه الأطراف التي يرى فيها إداور سعيد «كل ما هو ليس بغربي».
في السابق كان الأمر كما يلي:الغرب =================⇐ كل ما هو ليس غرب
بعد نظرية بهابها بات كما يلي: الأطراف =================⇐ الغرب
اليوم نحاول أن نبرهن أن هذه النظريات يمكن أن تطبق على الإعلام لتكون كما يلي:
الصحافة العربية ====في ما يتعلق بشؤوننا=======⇐ الإعلام الغربي
ويتوسع جيمسون بنظريته ليضيف لها مبدأ «القاعدة والهكلية العليا» (base et superstructure) ويدخل عليها بعداً جديداً وهو «واسطة هيكلية التواصل الفاصلة» ويعطيها اسم «أنالوغون» (analogon). ولفهم معنى هذا التعبير المشتق من اللغة اليونانية نلجأ إلى معان كثيرة تساعد على فهم ما أراد به جيمسون:
– في الفلسفة «أنالوغون» هو «الشيء الأخر الذي هو هو».
– في علم البيولوجيا أو علم الأحياء «أنالوغون» هي المادة الصناعية التي تلعب نفس دور المادة الطبيعية.

يسمح لنا هذا بتلمس المعنى السيميائي للتعبير. يصف بهابها  الـ«أنالوغون» بـ «البعد الثالث الآخر» ويوسع استعماله نحو الثقافة.
لنعتبر أن
المركز = A
الطرف= B
ما يفرزه الطرف متأثراً بالمركز=C
A يؤثر في صناعة ثقافة B ولكن B يفرز C وهو متأثر بـ A
«البعد الثالث الآخر» (أنالوغون) هو نتيجة تأثير C بـ A رغم أن C هي أصلاً منتوج متأثر بـ A وهو «مصطنع».

إذا   «أنالوغون» هي «النتيجة التي تؤثر بـ A»
نحن هنا بصدد توسيع هذا الاستعمال في مجال «صناعة الإعلام»  وإيجاد «أداة»  بين «الغرب» أي «المركز» وبين «الأطراف» وبالتالي فإن الغرب لم يعد «هو مصنع المعرفة الإعلامية» أي مركز صناعة «الكم الإعلامي»، خصوصاً بالنسبة للعالم العربي والإسلامي.

الهيمنة على الإعلام العربي

ننتقل الآن إلى العالم العربي وإلى نطاق الإعلام في العالم العربي. لقد مرّ الإعلام العربي في تسعينات القرن الماضي بنوع من مرحلة مخاض، وتم دفعه في اتجاه «عولمة» (globalisation) بمعنى شمولية نتيجة انخراط «أموال البترول» في عمليات شراء واستحواذ لشريحة واسعة من وسائل الإعلام. وقد تم وضع اليد على عالم الإعلام العربي وبالتالي حصلت هيمنة شبه كاملة على  النتاج الثقافي الإعلامي الذي لون تلويناً إيديولوجياً ودينياً معيناً.
سأبرهن لكم كيف أن عمليات الهيمنة على الوسائل الإعلامية إلى جانب الوفرة المالية تركت أثراً كبيراً على التوجه الفكري للصحافة العربية ولعبت دوراً في التأثير على الإعلام…الغربي. نعم الغربي.

هذا هو «أنالوغون» الإعلام أي «النتيجة المنبثقة من الأطراف التي تؤثر بـ المركز».
من السهل جداً أن نتلمس تأثير هذا الإعلام المؤدلج على الرأي العام العربي… ولكن سنرى أن له تأثيراً أيضاً على الرأي العام الغربي، وهو ما لا يراه العديد من المراقبين. أي أن وضع اليد على الإعلام العربي قاد إلى التأثير على المجتمعات الأوروبية/الغربية عبر التأثير على الرأي العام الغربي. إذ أن مفاعيل التأثير على الرأي العام في مجتمعات غربية ديموقراطية هو تأثير مباشر على زعمائها السياسيين أي على السياسيين التنفيذيين وبالتالي على القرارات السياسية.
وفي الشأن العربي تأثير مباشرعلى القرارات التي تمس عالمنا العربي.

لا نتطرق هنا إلى عمليات وضع اليد المباشر على الفضاء الإعلاميو تأثير هذه القنوات على مسيرة ما يسمى بالربيع العربي.

وفي الإعلام المكتوب قامت الصحف بلعب دوراً «تنفيسياً» للاحتقان عبر تقديم نافذة «انتقادية» ولكن «انتقائية» في محاولة لاستيعاب الشارع العربي وخصوصاً الفضاء المثقف. وضع اليد لا يتوقف على الإعلام المباشر، بل يمتد أيضاً إلى فضاء الإعلانات وهي وسيلة أخرى للهيمنة على الخط التحريري للوسائل الإعلامية. أضف إلى ذلك المساعدات المباشرة (مناسبات الأعياد الوطنية والمقالات المدفوعة). بالطبع الهيمنة لا يمكن أن تكون «كاملة» من هنا نجد بعض الصحف والقنوات «حرة» وإن كانت وسائلها المالية والمادية محدودة جداً.

ما زال النظام الديموقراطي في الغرب يعتمد على قيم يصفها هو بالغربية، وهذا النظام مرتبط مباشرة بالمصالح الاقتصادية والمالية للغرب. ومن أهم محركات وديناميكية هذا النظام هو الإعلام كما هو الحال في أي نظام ديموقراطي.
نترك جانباً الحالات التي «يسعى فيها الإعلام» لتجاوز خبر (لا أقول إخفاءه ففي عصرنا من الصعب إخفاء أي خبر، إلا أن تجاوزه في مرحلته الأولى وإعادة بثه بعد أن يكون قد فقد مكوناته المؤثرة هو نوع من الإخفاء الآني والتلاعب في الرأي العام وإن كان بشكل خفيف)، وهي حالات قليلة، إلا أننا لا نستطيع مناقشة خيارات إدارات التحرير من حيث المبدأ.
لنأخذ الحالات «الطبيعية» عندما تلعب الوسائل الإعلامية دورها الأصيل أي «جمع المعلومات وإعادة بثها بشكل أمين» بعد قولبتها لتتناسب مع «ذوق» المتلقي (مستمع مشاهد أو قارئ). أي تضعها تحت أفق التلقي لمشاهديها أو قراءها أو مستمعيها.
ولنتتبع نقطتين:
١- ظروف عمل المراسلين والصحافيين في العالم العربي.
٢- مصادر الأخبار
سنعود لظروف العمل على الأرض لاحقاً لنرى أولاً  هيكلية انتقال الكم الإعلامي  مبنية على «قطبين»:
* قطب البث (مصدر الخبر) S ⇐ قطب التلقي R
ولكن في الواقع فإن قطب البث (مصدر الخبر) S كان سابقاً قطب التلقي R
وهكذا يمكن رسم سلسلة هيكلية التواصل لقاعدة انتقال الكم الإعلامي.
قطب البث (مصدر1 الخبر) S ⇐ قطب االتلقي1 R ⥤⥢  قطب البث (مصدر2 الخبر)2 S ⇐ قطب التلقي2 R
ولنلتفت الآن إلى مسألة التلقي وفك الرموز
المتلقي R فيكون على نوعين:
Ra وهو المتلقي «غير المؤهل» لاستيعاب المعلومة التي تصله
Rb وهو المتلقي «المؤهل» المطلع الذي يستطيع إبداء رأي تجاه هذه المعلومة
يمكن الآن تلخيص المعادلة كما يلي:
العامل   ⨕1     Ra
قطب البث (مصدر الخبر) S ⇐ قطب االتلقي R
العامل   ⨕2     Rb
معالجة المعلومات والتلاعب بالأفكار تتم فقط على مستوى  العامل ⨕ 1 لأنها تستهدف من لا يلم بالشأن العربي وهنا يوجد تأثير (بسيط) على الرأي العام الغربي. إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن مستهلك المعلومة هذا لا يهتم بالشأن العربي أصلاً وبالتالي فإنه  تأثر أم لا فلا تأثير له على مستوى السياسيين التنفيذيين. فقط على مستوى ثقافي وحضاري (عنصرية) ولكنه يشكل خزاناً للاستعمال المعادي للعرب.

الصحافي الجاسوس

ملحوظة وجب هنا الإشارة إلى أن لهذا التلاعب بالعامل ⨕1 تأثير على وضعية المسلمين الفرنسيين ولكن هذا حديث آخر.
أما في بالنسبة للمسار الثاني أي العامل ⨕2 فإن له تأثير كبيرعلى تلقي قضايا الشأن العربي وتأثير مباشرعلى السياسيين التنفيذيين أي من يأخذ القرار.
هنا عودة إلى المصدر الأول أي المراسل المُرسل من قبل الإعلام الغربي إلى الوطن العربي، وظروف عمله. أولاً تغيرت «نوعية» المراسلين الأجانب ولم يعد المراسل متخصص بالشأن العربي كما كان الأمر سابقاً. الأزمة المالية ومتغيرات المجتمع الغربي باتت لا تسمح للصحف حتى الصحف الكبرى باللجوء إلى إختصاصيين (مستعربين) لتغطية منطقتنا.

في حال «تبرع» أحد المتخصصين (بمعنى قبل بمعاش مراسل صحافي رغم كونه متعمق بالدراسات العربية وحضارة العرب)  يكون إما جاسوساً مدفوعاً من دولة أخرى أو من دولته، أو له تطلعات بحثية معينة تتأثر بها مواضيعه ومراسلاته. في الواقع الصحف الكبرى تكتفي «بحد أدنى» أي الإلمام بقدر من اللغة العربية. ويحصل هذا أيضاً مع وكالات الأنباء الكبرى.
ماذا يفعل هذا «المراسل غير المتخصص» عندما يغطي منطقة أو حدث في منطقتنا؟
يصل إلى بيروت (مثلاً) فيقرأ الصحافة اللبنانية. وكالة الأنباء الفرنسية الأوسع في العالم في الشؤون العربية تلجأ إلى مراسلين من المنطقة (في لبنان مراسلون لبنانيون وفي مصر مصرييو وهكذا… في معظم الدول).
من أين يستقي هؤلاء معلوماتهم ومن أين «يتشربوا» مقومات المواضيع التي يتابعونها؟ من الصحافة المحلية! من هنا تصبح الصحافة المحلية هي «مصدر المصدر» أي تتحول المعادلة إلى:
⨕1     Ra
الصحافة المحلية S ⇐ (مصدر الخبر) S ⇐ قطب التلقي R
⨕2     Rb
ومن يقف ويؤثر بالصحافة المحلية في العالم العربي اليوم؟ ممولو الإعلام كما سبق وشرحنا أعلاه. حتى عندما يتوجه المراسل إلى مكان حصول الحدث لتقصي الخبر مباشرة يكون قد قرأ أو سمع أو شاهد الصحافة المحلية قبل وصوله ويكون هو «من حيث لا يدري» قد بات «متلقي» خاضع من دون وعي لتأثيرات الإعلام المحلي. عندما «يرى» بأم عينه أحداثاً يعتقد أن تغطيته هي علمية، لأنه ذهب وشاهد ونقل ما رآه إلا أنه لا يدرك بأنه متأثر بما سمعه أي أن تكوين أفكاره حول الحدث هي نتاج ما سبق وقرأه.

ملحوظة: ناهيك عن الصحافة في لغتها المنشورة في بلد التغطية. مثلاً في لبنان توجد صحيفتان «لوريان لوجور» و«ديلي ستار». يقرأ المراسلون الصحافيون عند كل صباح هذه الصحف التي «تسهل» لهم عملهم. ويتأثرون «نفسياً» لأن هذه الصحافة مكتوبة بلغتهم أولا، ولأنهم يبنون علاقات مع «صحافيين يكتبون بلغتهم» وبالتالي فإن التواصل يكون أسهل.

ما يحصل هو أن الخبر الذي يصل إلى الغرب هو خبر «تم التقاطه» عبر معايير تهيمن على المنطقة العربية فيعاد بثه مشرباً بتلك المعايير (يشكل أنالوغون) ليصل إلى (ما يبدو) المركز ليعاد بثه نحو «الأطراف» ( التي بثته أصلاً أو بثت ما يحمله من مميزات) ولكنه يصل بشكل «دوكسا» لأن الغرب هو منبعه.
* هومي بابا: أكاديمي هندي أستاذ الأدب الأميركي والبريطاني في جامعة هارفرد حيث يرأس مركز الدراسات الإنسانية هناك. برز اسم هومي بابا من خلال طرحه مفهوم “التهجين” لتفسير نشوء أشكال ثقافية جديدة في عالم التعدد الثقافي. أبرز أعماله : أمم ومرويات (1990) – موقع الثقافة (1994) – حول الخيار الثقافي (2000) – حياة جامدة (2004).
** ما بعد الكولونيالية هو خطاب نقدي يتناول الآثار الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها الكولونيالية على الشعوب والدول التي خضعت للاستعمار. دراسات ما بعد الكولونيالية تشمل مجالات عدة من الأبحاث أبرزها: الفلسفة وعلم الاجتماع والعلوم السياسية. كما يرتكز هذا الخطاب على فكر ما بعد الحداثة الذي يربط ما بين نظرية المعرفة وعلاقات القوة في المجتمعات.

* محاضرة ألقيت في ضيافة التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في لقاءٍ حول “الإعلام ” وذلك بحضور فعالياتٍ ثقافيةٍ وإعلامية عربية.

و
استهل أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار مرحباً، متوقفاً عند الإعلام كبوصلة توصيفٍ ميداني لحراك الأمم والشعوب، في الانتفاضات والحرب والسلم، وعلى المستويات الثقافية والاجتماعية كافة. 
وأضاف: “من هنا تأتي خطورة الإعلام الموجّه بفعل تأثير قوى التسلط والهيمنة عالمياً وإقليمياً عليه، وتسخيره للبترو دولار خليجياً مما يجعله مادةً تسويقيةً تساهم في مسخ الحقائق وإظهار الجلاد في موقع الضحية، وذلك انتصاراً للباطل وإزهاقاً للحق”. 
وختم الدكتور غدار: “الصراع المفتوح بين الامبريالية الأمريكية الصهيونية وخيار الممانعة والمقاومة على مستوى العالم يحول الإعلام بأغلبيته على هذا الأساس، محكوماً بخدمة الرأسمالية المتوحشة على قاعدة العرض والطلب، بدل أن يكون رسالياً محايداً وملتزماً بقضايا الصدق والأمانة والحقيقة وخدمة الإنسان”.