انتقد أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عدم تحرك من وصفها بالدول الفاعلة في المجتمع الدولي لوضع حدٍ لما اعتبره المأساة المروعة والكارثة الإنسانية في سوريا.
وقال الشيخ حمد خلال افتتاحه، في الدوحة “منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط “، إنه “لم يعد مقبولاً من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة، بينما في الوقت نفسه يريدون أن يقرروا هوية من يدافع عن الشعب السوري بمختلف الذرائع”.
واضاف “إننا نشعر بالأسف والأسى أن نرى ثورة الشعب السوري الشقيق قد دخلت عامها الثالث دون أفق واضح لوقف الصراع الدامي الذي خلف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن التدمير المادي الواسع النطاق، نتيجة تمسك النظام السوري بالحل العسكري”.
وتابع في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) أنه “من المحزن أن يحدث هذا بعد أن فشلت كافة المبادرات الدولية والعربية في دفع النظام السوري للإصغاء لصوت العقل”.
ولفت امير قطر الى أن “من أبرز ما نراه اليوم في العالم العربي مناداة الشعوب بالإصلاح الشامل والسعي لتحقيقه بطرق ووسائل شتى، وفي مقدمتها تحقيق المشاركة السياسية في إدارة الشأن العام”.
واضاف “يجب أن لا ننسى أن شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان في ظل أنظمة الحكم التي تتميز بالتسلط والقمع والفساد، كانت هي القوة الدافعة للثورات العربية التي تستهدف وما تزال المشاركة الشعبية في صنع القرارات السياسية والاقتصادية”.
واعرب عن اعتقاده بأن “الشعوب العربية لن تتوقف عن بلوغ أهدافها المشروعة نحو الإصلاح والمشاركة الشعبية والتنمية وتعزيز وحماية كرامة الإنسان، على الرغم من العقبات التي تواجهها”.
وقال الشيخ حمد إنه “من الأجدى والأسلم تحقيق التغيير تدريجياً بالإصلاح والحوار، فطريق التغيير السلمي المتدرّج الواضح الهدف هو طريق أقل مجازفةً، وأكثر وثوقاً، لا سيما في الدول ذات المجتمعات المركبة”.
واضاف”إنني على يقين بأن من يرفض الإصلاح والتغيير ولا يستوعب حقائق العصر ومتطلبات المجتمعات الحديثة سوف تغيره ضرورات التاريخ ومسيرة الزمن.. فالشعوب لا تقتات بالشعارات ولا تكتفي بالأيديولوجيات”.
ومن جهة ثانية، تحدث الشيخ حمد عن القضية الفلسطينية، وقال “قد كنا نسمع في الماضي أن الإصلاح ليس أمامه إلا الانتظار حتى تتحقق التسوية السلمية للصراع مع إسرائيل، ولكن ينبغي أن يدرك الجميع بأن مثل هذا التفكير أصبح فاقداً للأساس بعد ثورات الربيع العربي”.
واضاف أن “ثورات الربيع العربي جعلت إسرائيل اليوم في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية وليس مع حكامها فقط.. فهذه الشعوب لن تقبل بعد اليوم أن تكون المفاوضات أو العملية السياسية غايات في حد ذاتها، وبالتالي لابد من العمل الجاد لتحقيق السلام العادل باعتباره الهدف والغاية الرئيسية لعملية السلام”.
وقال أمير قطر “إن منطقتنا لن تعرف الإستقرار والأمن إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والإنسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بالإستناد إلى مقررات الشرعية الدولية والعربية وإلى حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة حقوقه الوطنية الثابتة عبر إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
واعتبر “أن ممارسات الإستيطان وتهويد القدس الشريف بالإضافة لكونها خرقًا للقانون الدولي تقوّض أسس حل الدولتين، وإن على إسرائيل أن لا تضيع الفرصة المتمثلة بمبادرة السلام العربية”.