ما زال ألوف النشطاء المصريون اليوم الاثنين يحتلون ميدان التحرير رغم مرور أربعة أيام على الصدامات مع قوات الأمن التي استعانت بقوات الجيش لفض تجمع المحتجين والمطالبين بأن يسلم المجلس الاعلى للقوات المسلحة السلطة الى المدنيين.
وقتل ما يزيد عن عشره محتجين أمس الأحد واصيب المئات في هجمات للشرطة والجيش على وسط القاهرة، دون أن يمنع ذلك آلاف النشطاء من مواصلة اعتصامهم في الميدان في تحد بارز لمساعي المجلس العسكري والحكومة لانهاء الاعتصام. وقال أطباء إن الإصابات نتجت عن استخدام الرصاص الحي والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع وأدوات القمع الكهربائية والهراوات، رغم نفي مجلس الوزراء أن الشرطة قد أستخدم أي نوع من الرصاص ضد المعتصمين.
وخلال المواجهات ردد النشطاء هتافات تقول «الشعب يريد اسقاط النظام» و«يسقط يسقط حكم العسكر». كما رددوا هتافات تصف ضباط وأفراد ومجندي الشرطة بأنهم بلطجية وهي التهم التي كانت توجه إلى رجال أمن عهد مبارك.
وقد عبر المجلس الاعلى للقوات المسلحة في بيان ليلة الاحد عن «أسفه الشديد» لما آلت إليه الإحداث وانه كلف مجلس الوزراء باتخاذ ما يلزم من «للوقوف على أسباب هذه التداعيات والعمل على انهائها ومنع تكرارها مستقبلا»، مشيراً إلى ضرورة أن يكون ذلك يكون عبر «حوار إيجابي مع كافة القوي والتيارات السياسية» وذلك في أسرع وقت.
إلا أن أي من المشاورات السابقة بين الحكومة والأحزاب لم تنل حتى اليوم موافق المحتجين ولم تفض إلى أي نتيجة وسط مخاوف من أن تتسبب الاحتجاجات في تقويض خطة المجلس العسكري لنقل السلطة، والتي ستوكن الانتخابات التشريعية في الأسبوع بدايتها.
وحسب العديد من المشاركين في الاحتجاجات فإن المواجهات آيلة إلى تصعيد وسط تمسك الفريقان بمواقفهما: فالحكومة تريد فض التجمعات واسترداد ميدان التحرير من المحتجين بينما هؤلاء يتهمون الحكومة ومعها المجلس العسكري بعدم العمل على إعادة السلطة إلى المدنيين.
وقالت جماعة الاخوان المسلمين التي يتوقع أن تكون أكثر المستفيدين من الانتخابات في موقعها على الانترنت يوم الاحد انها لن تقبل أي تحرك لتأخيرها، من دون تحديد ما إذا كانت المواحهات يمكن أن نتؤخر الانتخابات أم أن كلامها موجه نحو الحكومة والمجلس العسكري كما خو حال المحتجين. وقالت الجماعة في بيان لها «ليعلم الجميع أن شعبنا الواعي ونحن معه لن نسمح بالغاء أو تأجيل الانتخابات مهما كان الثمن.» وأضافت أن أي تأجيل للانتخابات «يعد انقلابا على الثورة والحرية والديمقراطية واعادة للاستبداد والفساد والاستعباد».
ومن المعوف أن الإسلاميين رفضوا الاشتراك في الاحتجاجات الأخيرة. واتهم بعضهم الموجودين في الميدان بأنهم لا ينتمون لاي حزب، وأن بعضهم لا يريد للشعب المصري أن يشق طريقه الى الانتخابات. يثير موقف الاخوان الحريص على اجراء الانتخابات غضب نشطاء تمنوا أن تدعمهم الجماعة بشباب منها يشاركونهم الاعتصام.
