فيما كان ملك المغرب محمد السادس يقضي عطلة في باريس العاصمة الفرنسية نزل ألوف المغاربة في عدد من المدن المغربية مطالبين بمقاطعة الانتخابات برلمانية التي تجرى هذا الاسبوع بحجة أنها «انها لن تكون ديمقراطية».
ووعتبر البعض أن هذه الانتخابات التي تجرى يوم الجمعة في ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر هي أول اختبار لإصلاحات أدخلها العاهل المغربي الملك محمد السادس في محاولة لتخفيف ضغوط «الربيع العربي» ونزول المحتجين إلى الشوارع من أجل التغيير في البلاد .
من طنجة إلى الدار البيضاء تجمع الألوف في مظاهرات على الرغم من الامطار الغزيرة. في احتجاج طنجة حملت مجموعة من المحتجين نعشاً وهمياً ملفوفاً بقماش أبيض ومكتوباً عليه «الانتخابات البرلمانية».
وردد المحتجون الهتافات متوعدين بعدم التصويت في الانتخابات. وطوقت الشرطة المزودة بعتاد مكافحة الشغب المضاهرات من دون تقع اشتباكات.
ويمكن القول إن ابتعاد الملك عن البلاد في بداية اسبوع الانتخابات هو إشارة إلى أنه لن يتدخل في ما يعتبه القصر إصلاحات دستورية نقلت بعض صلاحيات الملك الى البرلمان والحكومة التي سوف تتكون نتيجة الانتخابات. إلا أن محمد السادس احتفظ بالقول الفصل في قضايا الدفاع والامن القومي والدين. ويريد القصر الملكي أن تؤدي الانتخابات الى زوال الحكومة المرتبطة في أذهان كثير من المغاربة بالابتزاز واستبدالها بوجوه جديدة تطبق هذه الإصلاحات.
ويتنافس في الانتخابات حزب من الاسلاميين المعتدلين الذين يدينون بالولاء للملك وائتلاف تغلب عليه أحزاب ليبرالية ترتبط بعلاقات وثيقة بالقصر.
ومن غير المرجح أن تنجح الحركة الداعية للمقاطعة في تعطيل الانتخابات، خصوصاً في ظل ضآلة عدد المشاركين في الاحتجاجات.