- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الملف السوري: حصرياً في أيدي لافروف وكيري

grand Hotelباريس – بسّام الطيارة
اجتمع الوزيران، الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري في باريس في فندق فخم في وسط باريس قرب الأوبرا (غراند أوتيل). اللقاء كان للبحث في «مؤتمر جنيف ٢». ولكن حمل هذا الاجتماع الثنائي معان سياسية كثيرة أبرزها أن «الحل السياسي يقوده حصرياً طرفان لا ثالث لهما: واشنطن وموسكو وكل ما يصدر يمنة ويسرة ما هو سوى «طاحونة كلام» كما صرح أحد المقربين من الوفد الروسي. وأفضل برهان هو أن الوزير الفرنسي لوران فابيوس الذي لم يحضر الاجتماع، سوف يكتفي بدعوة الوزيرين لعشاء خاص في أحد مطاعم باريس، وفي أفضل الأحوال سوف «يُبَلّغ» ما توصل إليه «عرابا جنيف ٢».
عندما انفض اللقاء «تم تهريب كيري» من باب خلفي ليتوجه إلى المطعم بينما ترك دور «الناطق باسم اللقاء الثنائي» للافروف وهذا أيضاً ما يحمل معان متعددة. وفور وصوله أمام عدد صغير جداً من الصحافيين اعترف الوزير الروسي «بأن ترتيب مؤتمر السلام الخاص بسوريا مهمة صعبة»، واستطرد قائلاً «اتفقنا على إزالة جميع العقبات من أمام المؤتمر الدولي» وشدد على أن «لا يجب أن يكون هناك شروط مسبقة». وكأنه يخاطب الفرنسي الغئب قال لافروف «يجب إشراك جميع الدول التي شاركت في جنيف ١» كما طالب «بتوسيع رقعة المشاركين» للدول الإقليمية الفاعلة، في تكرار لموقف روسيا الداعي لإشراك إيران والسعودية، ومعروف أن باريس تعارض بشدة مشاركة إيران (راجع أخبار بووم انقر هنا).
ونقل عن كيري الذي تحدث في الداخل للصحافة الأميركية قوله «إن البلدين ملتزمان بمبادئ اجتماع جنيف الأول بشأن سوريا» مذكراً بأن الاتفاق  دعا إلى «تشكيل حكومة انتقالية بالتوافق بين حكومة الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة».
ونقل مصدر متابع للقاء أن الوزيرين عبرا عن قلقهما بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية في الصراع السوري. ونقل عن كيري قوله «عبرنا عن مخاوفنا المشتركة بشأن أي استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية وضرورة التوصل إلى الأدلة والتأكد مما حدث في هذا الشأن». وأشار إلى أن «روسيا والولايات المتحدة ترفضا استخدام السلاح الكيميائي بشدة ..» قبل أن يستدرك «إذا كانت قد استخدمت».
وعلمت «برس نت» أن «العشاء الثلاثي الذي أعقب اللقاء الثنائي» لم يحضره أي مساعد لأي من الوزراء الثلاثة وبالتالي فإن اللقاء الانفرادي حول مائدة العشاء لن يدخل في التفاصيل بل سوف يتم خلاله «إعلام فابيوس بما تم الاتفاق عليه». ولن يكون على الوزير الفرنسي إعلام نظيريه بخبر «فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق مسألة توريد الأسلحة للمعارضة السورية» فالخبر وصل قبل بدء اجتماع الوزيرين.
وقال أحد المتابعين الأوروبيين للملف السوري عبر الهاتف بأن «لقاء لافروف وكيري في نفس اليوم كان إشارة إلى المترددين بضرورة التروي بمسألة رفع الحظر» ويتابع قائلاً بأن وجهة نظر موسكو هي أن «رفع الحظر قبل اسبوع أو اسبوعين من مؤتمر حل سياسي يعطي إشارة سلبية جدا تدفع بالمعارضة للتعنت وتفتح الباب للنظام السوري بتصليب مواقفه». ويبدو حسب المصدر الأوروبي أن واشنطن مقتنعة بهذه الفكرة أو أنها غير متسرعة برفع الحظر وهي نقلت ما مفاده أنه «في حال فشل الحل السياسي أو تعنت النظام يمكن رفع الحظر بسرعة». وبالطبع فإن هذا يذهب عكس ما تطالب به لندن وباريس. فابيوس مثل نظيره البريطاني يرى أن «توريد الأسلحة للمعارضة يسهل قبول النظام السوري بتنازلات في مؤتمر جنيف ٢» لأنه يفرض توازناً عسكرياً على الأرض. أضف إلى ذلك أن مبدأ المؤتمر بحد ذاته، رغم التصريحات المتعددة المرحبة به وبالحل السياسي، لا يلاقي ترحيب فرنسي وسعودي (راجع أخبار بووم انقر هنا).

سؤالان يجلبا البسمة على ثغر المقرب من الوفد الروسي: هل ممانعة فرنسا والسعودية هي من ضمن العقبات التي يتوجب إزالتها؟ أ٬ أن شيطان العقبات في تفاصيل تفسير الاتفاق الأول والثاني؟ لا إجابة على السؤالين.