باريس- بسّام الطيارة
عرض وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أمس الأربعاء، أمام لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية التابعة للبرلمان الفرنسي، السياسة الفرنسية تجاه الملف السوري. بالطيع جاء «العرض العام» ليشمل نقاطاً عدة تمحورت حول التحضيرات لمؤتمر جنيف -٢ ودعم حزب الله للجيش السوري والمؤشرات المتراكمة حسب قوله على استعمال الأسلحة الكيميائية. وكشف خلال حديثه أن مسألة فرض منطقة حظر طيران متواجدة على بساط البحث وأن تزويد صواريخ S300 «قد يعرقل القدرة على فرضها».
إلا أن الخطورة في ما تحدث به فابيوس «صراحة» جاء في الرد على أسئلة النواب أعضاء اللجنة وخصوصاً في الشأن السياسي ومستقبل سوريا، إذ أنه أكد أن سوريا التي تشهد «حرب أديان لن تكون جمهورية ديموقراطية على شكل فرنسا» بل لمح إلى «نوع من نظام فيه توازن طائفي ومذهبي». ولم يتردد من الإشارة لبنان كمثال فتحدث عن «طائف» في حال التوصل إلى حل سياسي إذ يجب طرح سؤال حول «تعايش الطوائف ف يبلد مثل سوريا حيث يجب احترام التنوع».
ولم يكن بادياً على فابيوس أي ثقة في إمكانية التوصل إلى حل سياسي في جنيف وإن هو أكد «رغبة فرنسا بحل سياسي»، وظهر ذلك من خلال شرحه لوجهة نظر باريس بما أسماه «خارطة الطريق» للتوصل إلى حل سياسي. فبعد أن ذكّر بـ«التباين الذي دار حول تفسير بيان جنيف-١» والخلاف حول مصير الأسد شرح أن «جنيف-٢ هو لقاء بين المعارضة ورجال النظام للبحث في تشكيل حكومة تستلم كافة السلطات السياسية والأمنية (full executive power) أي تحل محل بشار الأسد» الذي لن تكون له صاحيات، وأن كل تفسير للمؤتمر الدولي خلاف ذلك هو مخالف للواقع. ومن هنا أكد فابيوس مجدداً على رفض بلاده مشاركة إيران فى مؤتمر «جنيف ٢» وبرر ذلك بالقول «إن إيران لا ترغب في توقف هذا الصراع»، وشرح أن المفروض من الذي يريد أن يشارك أن يوافق على أهداف المؤتمر هذه.
وفي إطار رد على سؤال حول الخوف من أن تقود الاتهامات باستعمال السلاح الكيميائي لمحاكاة لما حصل في العراق بشأن سلاح التدمير الشامل الذي لم يكن له أثر، تناول فابيوس مسألة «المحافظة على أطر وهياكل الدولة ومنعها من الانهيار» وأعطى مثالً على ذلك «ضرورة المحافظة على الجيش رغم أن فيه أكثرية علوية» واستطرد بأنه سيكون «للعليون دور» مما لاشك فيه.
وحول مشاركة حزب الله قال فابيوس إن ما بين ٣ آلاف إلى ٤ آلاف من عناصر «حزب الله» اللبنانى يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد. وأضاف فابيوس – «عندما يكون هناك مقاتلون مدججون بالأسلحة، وعلى إستعداد للموت وأعدادهم بالالاف، فإن هذا الأمر يخلق عدم توازن على الأرض»، وشدد على أن من أسباب نجاح الجيش السوري في الأشهر القليلة الماضية «إنخراط كامل من الجانب الإيراني، وتورط حزب الله، إلى جانب أن الروس يستمرون في تزويده بالسلاح».
أما رداً على سؤال حول فرضية استخدام الغازات الكيماوية في سوريا فقال إن هذه الفرضية بدأت تفرض نفسها بشكل متزايد، مشدداً على أنه إذا ثبت هذا الاستخدام «فإنه لن يبقى دون عواقب». وأنه تحدث مع نظيريه الروسي والأميريكي في شأن ما كشفته صحيفة «لوموند» ولاحظ توافقا معهما في موضوع السلاح الكيماوي في سوريا وقال «إذا تمكنا من الحصول على دليل مؤكد ينبغي أن يكون هناك رد على ذلك، وهذا لايعني أن يكون الرد فوريا لأننا نعد حاليا لمؤتمر جنيف ٢».
وربط فابيوس بين تسليح روسيا للنظام السوري بصواريخ S 300 ومسألة إرساء منطقة حظر للطيارن فقال «تحدثنا بالأمر مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف» مشيراً إلى هذه الصواريخ قد تعرقل مسألة فرض منطقة حظر الطيران، رغم أنه في عرضه العام قال إن فرض هذه المنطقة تتطلب «موافقة المجتمع الدولي ولم يتم ذلك» وكان قد كشف قبل ساعات لإذاعة «فرنس أنتير» أن «فرنسا وحدها لا تملك الوسائل لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا».