- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“كولاج” هبة بدر الدين: سوريالية تتناول قضايا انسانية

DSC01152بيروت ــ معمر عطوي
في معرض الفنانة التشكيلية هبة الخطيب بدر الدين، يحتار الزائر من أين يبدأ؛ من اللوحات المزدانة بصور ورموز وألوان عديدة، أم من المفروشات التي تحولت الى أشكال فنية تجمع بين تقديم الخدمة وإرضاء الذائقة، أو من الأدوات المنزلية البسيطة التي تحولت الى تحفٍ وآيقونات تضفي على المنزل بعداً جمالياً لافتاً؟
هكذا بدا معرض الكولاج، باكورة معارض الفنانة بدر الدين، في إحدى صالات قصر اليونسكو في بيروت، والذي افتُتِح هذا الأسبوع (28 أيار 2013)، حيث تمكنت صاحبته من الجمع بين عرض أعمالها الكثيرة التي أنجزتها في وقت قياسي (سنة ونصف) وبين توقيع كتابها الأول الذي يتضمن لوحات فنية وقصائد شعرية بالعربية والفرنسية.
تتحدث الفنانة عن فن الكولاج الذي بدأ منذ الثلاثينات، موضحة لـ “برس نت” أن هذا الفن ليس معروفاً في لبنان بشكل جيد، فيما خصصت له فرنسا متحفاً خاصاً.
وتؤكد أن فن الكولاج ليس مجرد لصق قصاصات وصور وما الى ذلك، إنما هو فن يعبّر عن رسائل معينة والجميل أنه بلا قيود.
تتأثر بدر الدين بالمدرسة السوريالية، لكن “هذا لا يمنعني من القيام بأشياء أخرى”، مشيرة الى أنها تحاول عرض أمور تهم الناس حتى يتعرفوا على هذا الفن. لهذا كان هناك جزء من أعمالها مخصصاً لأدوات منزلية ومطبخية وأوعية خاصة بتقديم الضيافة وإطارات صور ومخطوطات وكراسي ومناضد وطاولات وغيرها من أثاث منزلي “لتعويد الناس على هذا الفن من خلال استعمال أشياء يتم استخدامها” في الحياة.
في نظر بدرالدين أن معرضها ليس مجرد ألوان ورسوم وخطوط جميلة، بل هو “معالجة  لمواضيع عديدة تتعلق بالانسانية والفقر والإساءة للأطفال ومواضيع أدبية وفلسفية وقصص تتعلق بالأديان من منطلق توحيد النظرة الى الدين لا التفرقة بينها والعمل على الغاء كل أفكار مُسبقة موجودة عند الناس”، اضافة الى أعمال تحكي قصة السينما مع شارلي شابلن وأودري.
وعن بعض الصور والقصاصات التي وظّفتها في أعمالها تشرح بأنها تقوم بشراء بعض هذه الاشياء وخصوصاً صور اللوحات الفنية عبر شركات متخصصة في ذلك.DSC01142
عن تجربتها الأولى مع المعارض، حيث احتضنت الصالة 53 لوحة و11 قطعة مفروشات منزلية وكمية كبيرة من التفاصيل الصغيرة التي يستعملها الانسان في المنزل، تعبّر بدر الدين عن فرحتها ورضاها، قائلة “شعرت أني حققت حلمي الذي أسعى الى تحقيقه منذ سنوات، فقد كان لدي هذا الحلم منذ زمن لكن مشاغلي الأخرى جعلتي انتظر الى أن تفرغت بالكامل لعمل الكولاج وكانت هذه الثمرة التي تشاهدها هنا في هذا المعرض. كنت أعمل أحياناً 18 ساعة في اليوم، وأحياناً لم أنم”، مشيرة الى أنها تعمل في مشغل خاص بها.
من الواضح أن الفنانة الجنوبية اللبنانية تقوم بمغامرة بإقامتها معرضاً وسط ظروف أمنية حساسة وأوضاع اقتصادية صعبة تجعل من العمل الفني في آخر سلم الكماليات بالنسبة للمواطن، لكنها تتمتع بفلسفة خاصة في نظرتها للحياة، معتبرة أن “الحياة بلا مخاطرة لا يمكن أن توصِل الى نتيجة، والذي يقدّر الفن لا يقف عند الوضع الاقتصادي أو الأمني”، مشددة على أن لا هدفاً تجارياً لها من وراء هذا المعرض.
الا أنها تلفت لـ “برس نت” أنها راعت أوضاع الناس ووضعت أسعاراً تناسب الجميع، فهي لا تريد أن تكون تاجرة. لكن هذا لا ينطبق على كتابها الشعري الذي خرج بمجلد فاخر وتضمن لوحات ملونة ما جعل سعره بالنسبة للمواطن العادي يفوق طاقته.
عن كتابها هذا الذي صدرت قصائده بالعربية والفرنسية، توضح بدر الدين أن عنوانه: “الذي أريد قوله”. وهي قامت بكتابته بهدف تحقيق ذاتها وقول ما قلبها، قائلة “اشتغلت وفق هذه الذهنية على النوعية لأني أحب الشكل أن يكون فاخراً ليتكامل مع المضمون”، أما كتابتها بالفرنسية فهو عائد لتأثرها بهذه الثقافة منذ الصغر.
حول مشاريعها المُقبلة تختم الفنانة التشكيلية هبة بدر الدين قائلة “لدي اتصال مع متحف الكولاج في فرنسا على أمل أن أشارك في المعرض السنوي للكولاج في باريس العام المقبل.