يدخل قادة الاتحاد الاوروبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صلب مناقشاتهم الثلاثاء وعلى جدول اعمالهم مواضيع خلافية هي سوريا وحقوق الانسان والطاقة، خلال قمة يعقدونها في منطقة الاورال.
وتوقعت الصحافة والمحللون ان تكون القمة الروسية الاوروبية اصعب من اي قمة سابقة في ظل تدهور العلاقات بين الروس والغربيين.
وبعد مائدة عشاء اقامها مساء الاثنين في ايكاتيرينبورغ المدينة الصناعية في الاورال على مسافة 1500 كلم شرق موسكو، يلتقي بوتين مع وزير خارجيته سيرغي لافروف الثلاثاء رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو للدخول في المحادثات الرسمية.
واكدت صحيفة فيدوموستي صباح الثلاثاء نقلا عن مستشار الرئيس الروسي يوري اوشاكوف ان النزاع في سوريا الذي يثير خلافا عميقا بين الطرفين سيكون على جدول اعمال المناقشات.
وعرقلت روسيا مجددا في نهاية الاسبوع الماضي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي طرحته بريطانيا حول الوضع في مدينة القصير بوسط سوريا.
وحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي روسيا على الكف عن تزويد سوريا بالاسلحة لعدم عرقلة مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المقرر في جنيف.
وازداد الوضع تعقيدا عندما المح الرئيس السوري بشار الاسد الخميس الى ان موسكو بدات تسلم سوريا صوارخ ارض-جو من طراز اس-300 المشابهة لصواريخ باتريوت الاميركية والتي قد تجعل اي تدخل جوي شديد الصعوبة.
من جانبها تتهم موسكو الاتحاد الاوروبي بتشجيع المعارضة السورية على رفض اي حل سلمي برفعه الاسبوع الماضي الحظر على تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالاسلحة.
غير ان المحللين يرون ان موسكو وبروكسل قد تحاولان تبديد الخلافات باصدار بيان يدعم مؤتمر “جنيف2” الدولي للسلام المقرر عقده بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا.
واعلنت كاثرين اشتون وزيرة الخارجية الاوروبية لوكالة انترفاكس الاثنين انها تنوي التطرق الى حقوق الانسان والى قضية سيرغي مانييتسكي القانوني في صندوق استثمارات غربي الذي توفي في السجن سنة 2009 وكذلك الى القوانين التي اقرت منذ عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين والتي تعتبرها المعارضة والمدافعين عن حقوق الانسان انتهاكا للحريات.
وقالت اشتون “اعلم ان المنظمات الروسية والمجتمع المدني لا توافق على التسمية المهينة +اعوان الخارج+ في حين أنها ليست كذلك” مشيرة الى قانون حول المنظمات غير الحكومية يستهدف خصوصا جمعية ميموريال للدفاع عن حقوق الانسان ومنظمة غولوس لمراقبة التزوير الانتخابي.
وتضاف هذه الخلافات الى الخلافات حول سوريا والغاز لتنذر بقمة ستعجز برأي المحللين عن تحقيق تقدم يذكر.
ومن المواضيع الخلافية الكبرى بين الطرفين ايضا هيمنة مجموعة غازبروم الروسية العملاقة على سوق الغاز الاوروبية، وهو ما تسعى بروكسل للتصدي له.
وتزود روسيا اوروبا بحوالى ربع ما تستهلكه من الغاز وهي هيمنة سمحت لغازبروم لفترة طويلة بفرض اسعارها.
لكن المفوضية الاوروبية فتحت تحقيقا رسميا في ايلول/سبتمبر بحق غازبروم للاشتباه بانها سعت لعرقلة المنافسة والتلاعب بالاسعار في العديد من من دول اوروبا الوسطى والشرقية الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
واثار هذا الاجراء غضب بوتين وقد سبقه قرار اوروبي بمنع غازبروم من امتلاك خطوط انابيب غاز ومواقع لتوزيع الغاز في اوروبا، ويرى المحللون ان ذلك يضعف فرص تحقيق تقدم في العلاقات.
كما ظهر خلاف في مجال النقل الجوي حين فرضت روسيا على شركات الطيران الاوروبية التي تعبر في مجالها الجوي ان تزودها اعتبارا من الاول من تموز/يوليو بالبيانات الشخصية لركابها تحت طائلة حظرها.
كما ان المحادثات بين موسكو وبروكسل قد تتعثر بحسب صحيفة فيدوموستي الثلاثاء عند مطالبة روسيا بالغاء نظام تاشيرات الدخول على مراحل.