باريس – بسّام الطيارة
علمت «برس نت» من مصادر في الدائرة السياسية في الأمم المتحدة أن مؤتمر جنيف ٢ سوف يعقد يوم الاثنين في ٨ تموز/ يوليو. وقد بدأت التحضيرات العملية استعداداً لاستقبال الوفود التي تم التوافق على حضورها. يقول المصدر بأن «اللوائح جاهزة بينما الأسماء ما زالت في إطار التجاذب». ولوضع الأمور على سكة التنفيذ و«لحل ما تبقى من عقبات» يجتمع اليوم في جنيف نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف مساعده لشؤون الشرق الاوسط، يمثل الأميركيين نائبة اليزابت جونز وويندي تشرمان مديرة الشؤون السياسية في الخارجية الاميركية، أما الأمم المتحدة فستكون ممثلة بالمبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي وجيفري فلتمان مساعد الأمين العام للشؤون السياسية.
وحسب مقرب متابع فإن «أجندة حنيف ٢ خالية إلا من بند واحد: الجلوس على طاولة واحدة» ،لكن لا هذا لا يمنع أن ما بات يسمى «التفاهم الأميركي الروسي» وضع عدداً من النقاط في إطار الأمر الواقع: منها ما تطلب ضغوطاً روسية على النظام السوري في مسألة أسماء الوفد، مثل ضم الوزراء قدري جميل وعلي حيدر وجوزف سويد إلى وفد النظام بعد أن اقترحت دمشق أن يكونوا ضمن وفد المعارضة، فبات وفد الحكومة السورية يرأسه وزير الخارجية وليد المعلم ويضم هؤلاء إلى جانب بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد. وقد حصلت الأمم المتحدة على موافقة السلطات السويسرية على حضور تلك الشخصيات إذ أن أسماء بعضها موجودة على لائحة العقوبات الاوروبية.
كما فرض الأميركيون على الروس أن يكون الائتلاف ممثل المعارضة كلها وأن تنطوي تحت عباءته كل المعارضات وشددوا على حلفائهم الإقليميين أي قطر والسعودية وتركيا بضرورة مشاركة ممثلين عن الجيش السوري الحر في وفد المعارضة وأن يكون اللواء سليم ادريس هو ممثل العسكريين. ويعترف المصدر أن لائحة ممثلي المعارضة ما زالت بيضاء إذ لا اتفاق داخل الائتلاف على المشاركين ولا على اسم رئيس الوفد. كما تسعى واشنطن لإقناع موسكو بالتخلي عن المطالبة بانضمام هيثم مناع إلى وفد المعارضة. وقد علمت «برس نت» في هذا السياق أن الأميركيين فتحوا قناة تواصل مع مناع لاقناعه بـ«الانضمام إلى الائتلاف»، وحتى الآن لا تزال هذه النقطة عالقة بانتظار اجتماع ممثلين للروس مع مناع اليوم على جانب الاجتماع الأميركي الروسي في جنيف. واقترح الأميركيون أن يحل رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم أو عبد العزيز الخير كممثل للمعارضة الداخلية بينما يرى الروس أن مناع يمثل تياراً علمانيا يخترق المعارضات في الداخل والخارج.
أما على صعيد مشاركة إيران في المؤتمر فإن الاتفاق الأميركي الروسي موجود فقد قبل الأميركيون مبدأ مشاركة طهران إلا أن «شكل التمرين ما زال موضوع تجاذب» ففي حين يقترح الفرنسيون أن تتم مشاركة إيران بلقاء يحمع تركيا ومصر والسعودية وإيران في جنيف قبل يومين من افتاح المؤتمر أو أن يشارك الإيرانيون في ما يسمى «طاولات مستديرة وفرق عمل» تقام بموازاة المؤتمر وتتطرق إلى قضايا تحيط بالأزمة السورية.
هذا من ناحية التركيبة الهيكلية للمؤتمر أم آلية عمل المؤتمر العتيد فما زالت موضوع تبادل رسائل ويأمل المجتمعون اليوم في جنيف بأن يتم حلها. ولكن يبدو أن الروس والأميركيين متفقين على ضرورة أن يتواجه الفريقان، أي ممثلي النظام والمعارضة وأن يكون التفاوض مباشر بينهم تحت إشراف روسي أميركي، وأن تدير الجلسات الأمم المتحدة.
أما تفاصيل أجندة المؤتمر مثل مسألة الحكومة الانتقالية أو صلاحيات الأسد أو وقف إطلاق النار فهي حسب المصدر ما زالت غائبة عن حيز الاتفاق الروسي الأميركي، ويساعد هذا الغموض البناء في التقدم نحو وضع المعارضة والنظام على طاولة واحدة لخلق «ديناميكية حل سياسي».