قالت مصادر من المؤتمر الوطني العام في ليبيا ان رئيس الاركان يوسف المنقوش استقال يوم الاحد بعد اشتباكات وقعت يوم السبت بين محتجين وميليشيا أسفرت عن مقتل 31 شخصا في مدينة بنغازي بشرق البلاد.
وقال ثلاثة أعضاء بالمؤتمر الوطني الذي يتولى زمام الامور في ليبيا حاليا إن المنقوش ابلغ المؤتمر في جلسة مغلقة انه لن يستمر في منصبه وان المؤتمر قبل الاستقالة.
وقال عضو لرويترز في رسالة نصية على الهاتف المحمول “قدم المنقوش استقالته للمؤتمر الوطني الذي قبل الاستقالة”. وأكد المصدران الآخران نبأ الاستقالة.
وقال احد الأعضاء ان المؤتمر الوطني اختار سالم الجنيدي نائب المنقوش ليحل مكانه لحين اختيار رئيس جديد للأركان. وعلى مدى اشهر تزايدت التكهنات بشان مصير المنقوش وسط تزايد حدة العنف في البلاد.
واندلعت الاشتباكات امس السبت عند مقر كتيبة درع ليبيا في بنغازي حين طالب محتجون بحل الميليشيا التي تتألف من مقاتلين سابقين في الانتفاضة ضد الديكتاتور الراحل معمر القذافي.
ويتزايد الاستياء الشعبي على مدى أشهر من استمرار وجود هذه الميليشيات بعد حوالي عامين من الاطاحة بالقذافي خاصة بعد أن حاصر رجال ميليشيا وزارات في طرابلس الشهر الماضي لفرض مطالبهم على المؤتمر الوطني.
لكن الحكومة المركزية التي تعاني من ضعف قواتها ولا تستطيع حفظ الأمن في بلد يموج بالسلاح وجدت نفسها مضطرة للتعاون مع بعض الميليشيات القوية أو السماح لها بالعمل للحفاظ على قدر من النظام بينما حلت بعضها الآخر.
ولم يعد الهدوء الى ثاني كبرى المدن الليبية يوم السبت الا بعد ان سيطرت قوات الصاعقة على مجمع ميليشيا درع ليبيا التي قالت انها تعمل بموافقة رسمية.
وتضم درع ليبيا مجموعة كتائب لها قواعد في بنغازي التي بدأت فيها الانتفاضة الليبية عام 2011.
وفي وقت سابق قال علي الشيخي المتحدث باسم رئيس اركان الجيش ان أي قرار يتعلق بحل الكتائب لا يمكن أن يتخذه إلا المؤتمر الوطني لكن قادة الجيش الليبي تلقوا أوامر بالسيطرة على هذه القواعد في بنغازي.
وقال الشيخي لرويترز “الجيش الليبي سيتسلم المقرات الخاصة بقوات درع ليبيا.” واضاف “هذا مطلب الناس التي خرجت امس.”
واكد عبد الله الشعافي المتحدث باسم غرفة عمليات بنغازي الخطط المعدة للسيطرة على القواعد لكن لم يتضح على الفور متى سيسيطر الجيش على القواعد او ان كانت كتائب درع ليبيا ستتعاون.
وقال اسماعيل الصلابي وهو قائد في درع ليبيا متحدثا لرويترز “اي جيش سيستلم المقرات؟ لا يوجد في ليبيا جيش الا درع ليبيا.”
وذكر طبيب في مستشفى الجلاء ان 31 شخصا قتلوا واصيب اكثر من 100 في بنغازي يوم السبت. ولم تعرف بعد هوية القتلى لكن مصدرا عسكريا قال ان خمسة جنود على الاقل قتلوا.
وكان الغضب من الميليشيات في بنغازي تفاقم في سبتمبر ايلول الماضي بعد مقتل السفير الامريكي وثلاثة امريكيين آخرين في هجوم على القنصلية الامريكية بالمدينة.
وفي قرار أصدره المؤتمر الوطني اليوم الأحد واطلعت رويترز على نسخة منه دعا المؤتمر الحكومة لاتخاذ كافة الخطوات الضرورية لانهاء وجود الجماعات المسلحة غير المرخصة.
ودعا القرار أيضا الى خطة تعلن في غضون أسبوعين بشأن كيفية دمج المسلحين السابقين أعضاء هذه الجماعات في الجيش كأفراد.