- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بريطانيا: السجن لمعلّم قرآن يُعنّف التلاميذ

لم يدرك الباكستاني صابر حسين أنه لا يستطيع تلقين الصغار القرآن بالطريقة نفسها التي تلقاها في صغره، وهي الضرب والركل بمختلف أشكالهما، في بريطانيا حيث العقاب الجسدي للأطفال جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون باعتبارها “ممارسة بربرية ذات آثار نفسية خطيرة على النشئ وبالتالي على المجتمع ككل”.
ففي مجتمع باكستاني “مغلق تقريباً” في بلدة كيثلي في ويست يوركشاير (شمال انكلترا)، يعمل صابر حسين، وهو موظف في قطاع النسيج، متطوعا بالتدريس في مسجد ” الجامع الكبير”، لكن بطريقته الخاصة التي تعتمد على التعنيف الجسدي والركل والضرب حد الإيذاء.
وقد تسرّب النبأ، بطريقة ما، بحيث تمكنت قناة التلفزيون المستقلة الرابعة من تصوير فيلم بالسر، عن أسلوبه في التدريس، وبث الفيلم في برنامج وثائقي بعنوان “دروس في الكراهية والعنف”، في فبراير/ شباط الماضي. فاستصدرت سلطات كيثلي أمرا قضائيا للمسجد «الجامع المركزي» بوقف نشاط حسين، وأُخضع للتحقيق على يد الشرطة.
والأربعاء الماضي، أصدرت محكمة في مدينة برادفورد، عاصمة المقاطعة، حكمها بإيداع صابر حسين السجن 10 أسابيع. ويعني هذا تلقائيا أن يُمنع لاحقا من التدريس أو أي نوع من الإشراف على الصغار بأي شكل من الأشكال. ونقلت الصحف البريطانية عنه امتعاضه إزاء قرار المحكمة وإعلانه بغضب أنه سيستأنف ضده. لكن المحكمة رفضت إخلاء سبيله بضمانة حتى موعد سماع الاستئناف.
وتحدثت الصحف عن «الصدمة العميقة» التي سادت أوساط البريطانيين وهم يشاهدون المعلّم في فيلم القناة الرابعة ينهال على الأطفال صفعا وركلا وقذفا بحاويات الكتب في وجوههم كلما أخطأ أحدهم أو خانته الذاكرة أثناء ترديده آيات القرآن أو الأحاديث النبوية.
ورغم أن ممثل الدفاع، شفقت خان، أقر أمام المحكمة بأن نوع العنف الذي يلجأ اليه موكله «ربما كان زائدا عن اللازم»، فقد قال إن معاقبة الصغار بهذا الشكل «ممارسة عادية في المدارس». وأضاف أن الآباء «على علم تام بهذا الأسلوب من التدريس ولا يبدون أي اعتراض عليه لأنه يصب في صالح الصغار».
من جهتها، أعربت كاث تنستال، من دائرة خدمات الأطفال التابعة لمجلس برادفورد البلدي، عن ترحيبها بعقوبة السجن التي تلقاها صابر. وقالت: “هذه عقوبة ملائمة وكل الرجاء الآن أن تكون رسالة ردع مفادها أن هذا النوع من الممارسات لا يجد له أي نوع من القبول في مجتمعنا هذا”.