- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

باكورة شعرية «وقت ضائع»

2 001بيروت ـ «برس نت»
صدر للزميل معمر عطوي، باكورته الشعرية تحت عنوان «وقت ضائع»، مكتفياً بذر عنوان «فلذات» بدلاً من تصنيفه وفق الأنواع الأدبية المعروفة، تاركاً للقاريء أن يتذوقه محتوياته على طريقته، بغض النظر عن اعتباره شعراً حراً حديثاً أو قصائد نثرية نصوص أدبية.
واعتبر عطوي في مقابلة مع تلفزيون لبنان الرسمي حول كتابه، أن يكتب ما يشعر به ويعيشه من دون أن يكون متقناً او مختصاً بصنعة الشعر، قائلاً أنا صحافي وكاتب، أكتب ما أعيشه بغض النظر عن عنوانه أو تصنيفه الأدبي»، مشيراً الى أن الشعر مساحة رحبة وتعابير جميلة للتعبير باسلوب ناعم عن الوجع الداخلي أو الأزمات التي تمر بها البشرية.
ويضيف في حديث مقتضب لـ «برس نت» انه «كلمة شاعر تضع الشخص تحت عبئ مسؤوليات كبرى وقد تحتمل الكلمة تعبيراً عن صنعة يعتاش منها الاسنان، مثلما تقول مهندس او محامي او خباز او نجار، مع أن الشعر هو احساس لا يمكن أن يكون وسيلة للإثراء الا في حالات استثنائية أو لدى شعراء البلاط».
وضم كتاب «وقت ضائع» الذي طُبع لدى دار النهضة العربية في بيروت، نحو 40 قصيدة كتبها عطوي بين لبنان والسعودية وألمانيا وبعض العواصم الأخرى التي زارها.
وقد قدّم للكتاب الشاعر نعيم تلحوق بمقالة تحت عنوان «عقل غربي بمشاعر شرقية» جاء فيها: حين يكتب معمر عطوي نصّه لا يكتب عن الآخر الذي فيه، بل عن نفسه في الآخرين… هو ينحاز إلى فكرة النص الأدبي أكثر من إنحيازه إلى لغوية النص الشعري.. وهو هنا في نصوصه يطرح معناه لا مبناه… هو صحافي صاحب قلم مدروس يحضر في الكلمة معنى المشهد – لا صورته فحسب- يقيناً منه أن المُتخيّل الشعري متروك للقارئ ليستوي على تحريكه كيفما يشاء.
ومعمر عطوي، من القلائل الذين عرفتهم في حياتي المهنية، في الكتابة الصحافية والأدبية وبقي هو نفسه. عادة لا يبلغ المرء عمره إلاّ ونراه ينتقل من مكان إلى آخر في تغيير نمط حياته وإسلوب عيشه.. لكن معمر بقي على إحساسه بأن المعركة التي يخوضها في العبارة الانتمائية وسلاحها الكلمة التي تستوفي غرضها… فكان أحد الأشخاص الذين أعتزُّ بهم، بأصالته ونبله وحسّه المعرفي وقدرته على التماهي بين وطن وحريّة وإضافة جميلة…
قد يقول أحدكم إن معمر في كتابه هذا لم يضف على الشعر أو الأدب جديداً على المستوى الموضوعي والإسلوبي… لكني أسارع لأقول انه وردة في حقل، وقد يحظى الحقل بزهرة يشمُّها أكثر من غيرها، لأن عطرها وانسجامها وصمودها في الحقل على ما عداها من الزهور، يطرح معادلة جديدة في اعتبارات المشهد الانساني لبقاء هذا الجمال آسراً في مكانه يتغذّى من رحيق مُبتغاه.
فتجربة معمر بين لبنان وألمانيا وعصاميته في تكوين نصٍ يليق بسمعته، كانتا أساس العمارة التي تسكن القلوب وتتجسّد بواحات من الإخضرار جعلت المعنى مجسّداً للصورة الأبهى، ومعمّقاً للغة كي تُعرف وتدرك في آن واحد… هو عقل غربي بمشاعر شرقية بامتياز.
دعونا نقول، إن معمر عطوي وقع في المحظور حين وجد له مكاناً في مملكة الحرف والكلمة، وانه صار عُرضةً للنقد والتأويل، وهذا جيد له، لكن الأهم من كل ذلك، أن يستمر للمحافظة على نصّه الأدبي من ذئاب العروش، مكافحاً، عنيداً، فلا يغيب عن متابعة الجلسات الأدبية والفكرية كي لا يُسجّل غائباً على الدوام… ومبروك للأدب بمعمر.