أكدت مصادر مقربة من محمد البرادعي أنه مستعد للتخلي عن الترشح لانتخابات الرئاسية المقبلة اذا طلب منه تشكيل حكومة جديدة. وكان البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة مصر قد عرض قبل ظهر أمس رئاسة حكومة وحدة وطنية ما زاد الضغوط على المجلس العسكري الحاكم وسط احتجاجات تطالب بإنهاء حكم الجيش فورا.
إذ أن المتظاهرين رفضوا خيار المجلس العسكري بتكليف السياسي المخضرم كمال الجنزوري (٧٨ عاماً) تشكيل حكومة جديدة على اعتبار أنه «من مخلفات حكم مبارك»، ويظالبون بتسليم السلطة لمدنيين الان. وأظهرت لقطة تلفزيون يتم تداولها على موقع يوتيوب في الساعات الاربع والعشرين الماضية الجنزوري وهو يجلس بقرب طنطاوي يوم ٢٥ يناير/كانون الثاني في أول ايام الانتفاضة في مصر وهما يستمعان الى كلمة من وزير الداخلية السابق حبيب العادلي الذي تجري محاكمته مع مبارك في اتهامات باصدار الامر بقتل المحتجين.
وتريد بعض الجماعات المحتجة ان يرأس البرادعي، الذي يحظى باحترام بين النشطاء المطالبين بالديمقراطية، هيئة مدنية تحل محل المجلس العسكري الحاكم في الاشراف على انتقال مصر الى الديمقراطية، ولكن مصريين كثيرين ينظرون اليه على انه بعيد عما يجري في الشارع لانه قضى كثيرا من وقته خارج البلاد، ولاسيما اثناء رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذكر بيان لمؤيدي البرادعي أنه التقى مع ائتلافات لشباب الثورة واحزاب سياسية ترفض تعيين الجنزوري. وقال البيان إن ممثلي القوى والجماعات السياسية «أعادوا التأكيد على أن المخرج الوحيد من الازمة الحالية هو تشكيل حكومة انقاذ وطني ذات صلاحيات كاملة لادارة المرحلة الاتنقالية حتى اجراء الانتخابات الرئاسية».
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن بيان للحملة انه «إذا ما طلب من البرادعي تشكيل مثل هذه الحكومة رسميا فإنه على استعداد للتنازل عن فكرة الترشح للرئاسة وذلك لتوفير الثقة والحياد الكامل فى قيادته للمرحلة الانتقالية».