عادت نظرية المؤامرة لتطفو على سطح ملف «دومنيك ستروس كان» المدير السابق لصندوق النقد الدولي، ولتربط حادثة فندق «سوفيتيل» وتهمة الاعتداء الجنسي على العاملة من أصل غيني «نفيستو ديالو» بمؤامرة واسعة النطاق.
فقد كشف الصحافي الأميركي إدوارد إيبسين» في مقال يصدر اليوم في صحيفة «بووك ريفيو» وجود العديد من أمور غامضة جرت يوم ١٤ أيار/ مايو في الفندق وفي غرفة قريبة من الغرفة التي كان ينزل فيها ستروس كان، وذلك بعد أن اطلع الصحافي على نسجيلات فيديو الفندق التي تظهر عاملي أمن الفندق يخرجا من تلك الغرفة ويحتفلا بوصول الشرطة للتحقيق بالأمر وهما يرقصا.
ومن أهم ما يكشف عنه التحقيق وصول رسالة من باريس من إحدى معارف ستروس كان وهو موظف في حزب الأكثرية الشعبية» حزب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وذلك قبل ساعات من الحادثة، تعلم ستروس كان أن «إحدى رسائله الخاصة المرسلة من هاتفه المحمول تم الاطلاع عليها في اجتماع داخل الحزب» الذي يستعد لمنافسة مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد سارع ستروس وطلب من فريق عمله في باريس انتظاره على المطار لإجراء تحقيق وفحص الهاتف من قبل خبراء.
إلا أن هذا الهاتف اختفى.
وفي تفاصيل التحقيق المنشور أن نفيستو قد خرجت ودخلت مرات عديدة من وإلى الغرفة ٢٨٢٠ «قبل وبعد الاعتداء» وهي الغرفة التي خرج منها عاملا الأمن الذان ظهرا في تسجيلات الفيدو وهما يحتفلان بوصول الشرطة.
كما تبين أن ستروس كان عندما اتصل بالفندق ليسأل عن هاتفه المحمول فإن أحد عمال الأمن هو الذي أجابه و«ادعى كاذباً» أنه وجد الهاتف وسأله عن مكان وجوده لإرسال الهاتف بواسطة عامل، فأجابه ستروس كان بأنه في المطار متوجها إلى باريس، وهذا ما سمح للشرطة بتوقيفه. وما زال اختفاء الهاتف مسألة غامضة، خصوصاً وأن تم تعطيل إمكانية «تحديد الموقع الجغرافي» للهاتف (GPS) وهو حسب شركة «بلاك بيري» ما يتطلب خبرة واسعة في معالجة الهواتف.
قد تساعد هذه التحقيقات ستروس كان لخروج بأقل تكاليف ممكنة من الدعوى المقامة أمام القضاء المدني والذي كان من المتوقع أن يحكم عليه بملايين الدولارات، إلا أن ما كشفته الصحافة مؤخراً عن حياة الفسق والفجور التي كان يعيشها سراً مع مجموعة من الـ«أصدقاء» في فنادق فخمة وحفلات المجون التي كان يستحضر خلالها بنات هوى، ووصل به الأمر لتلقي زياراتهم داخل إدارات صندوق النقد الدولي، باتت تشكل حاجزاً معنوياً أمام عودته إلى حقل الشأن العام. قد تسمح له المؤامرة في حال ثبوتها بقطف بعض التعاطف وتبرير تصرفاته بـ«مرض جنسي نفسي» ما يفتح أمامه طريق الابتعاد بهدوء عن واجهة الإعلام.
إلا أنه في حال تأكدت نظرية المؤامرة فإن ذلك سوف يكون له ارتدادات واسعة في الوسط السياسي الفرنسي نظراً لأن مسؤول الأمن في فنادق سوفيتيل تربطه علاقات صداقة قوية بحلقة أصدقاء الرئيس ساركوزي، خصوصاً وأنه ثبت اتصله بالإليزيه بعد عشرة دقائق من توقيف ستروس كان للإبلاغ عن الخبر قبل نشره على خط وكالات الإعلام. وقد يفسر هذا ظهور الأمين العام لحزب الرئيس «جان فرنسوا كوبيه» أمس السبت للتقليل من أهمية هذا التحقيق الصحافي … قبل أن ينشر في المجلة الأميركية اليوم الأحد.