- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل هلالك يا رمضان

بيروت ـ «برس نت»
دائماً يختلف المسلمون حول بدايات ونهايات الشهور الهجرية، ويتجلى هذا الخلاف في شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور، بحكم بداية الصوم ونهايتة التي تصادف يوم عيد الفطر، بينما لا يتجلى الخلاف كثيراً يوم عيد الأضحى بحكم هيمنة السعودية على أيام الحج وتحكّمها في مسار هذه الشعائر وفق تقويمها وبالتالي  ينفذ الحجاج المسلمون الشعائر وفق التعليمات الرسمية.
وفي لبنان الذي يختلط فيه المسلمون بين سنة وشيعة، يعاني الكثيرون من الاختلافات حول بداية الشهر ونهايته وحول موعد الإفطار، خصوصاً ان هناك عائلات كثيرة مختلطة يكون فيها أحد الزوجين شيعياً والآخر سني، أو اقارب وأصدقاء من كلا المذهبين، ما يجعل حياتهم مشحونة بالتوتر والاضطراب.
لكن العلّامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله (وهو شخصية دينية غير تابعة للمؤسسات الرسمية)، تصدى لهذه الظاهرة واضعاً حداً للخلافات والاضطرابات في تحديد المواعيد والمواقيت، فاجتهد بأن الرؤية الشرعية لهلال الشهر الهجري لا تتم عبر العين المجردة، إنما عبر حسابات فلكية.
وهو بهذه الفتوى حاول أن يحطّم الجدران بين المسلمين ويجعل التعامل مع موضوع الشهور الهجرية ووقت الإفطار موضوعاً علمياً بحتاً في ظل تجاذبه سياسياً بين الدول خصوصاً بين إيران من جهة و السعودية من جهة أخرى. وكان من ضمن اجتهاداته أن دعا الشيعة الى الإفطار وقت المغرب حسب التوقيت الذي يفطر بحسبه أهل السنة، لكن المشكلة ظلت أن غيره من رجال دين ومراجع اجتهاد عند السنة والشيعة على حد سواء، لم يتماهو معه في هذه الفتوى مفضّلين البقاء في ألعاب السياسة وتوظيف الدين في عمليات التجاذب بين الدول والتيارات الحزبية والسياسية. والأنكى من ذلك انهم يزعمون ان باب الاجتهاد مفتوح وهم غير قادرين على اصدار فتوى صغيرة تجلب المصالح للمسلمين وتدرء عنهم بعض المفاسد الناتجة عن الفرقة والتشتت والحقد. ولذلك كان السيد فضل الله يغرّد وحيداً مع بعض الشخصيات التي تدعو الى الوحدة من الجانبين، لكن نجله السبد علي فضل الله أكمل طريقه في موضوع الوحدة الاسلامية والعمل على تفعيلها ونبذ الفتن والضغائن بين الشيعة والسنة.
وقد أصدرت مؤسسة العلامة محمد حسين فضل الله، أمس عن مكتبها الشرعي بياناً يفيد بأن «الثلاثاء المقبل هو أول أيام شهر رمضان المبارك».
وجاء في البيان الذي ارسل مكتب السيد فضل الله نسخة منه الى «برس نت» أن «اليوم الواقع في 9 تموز 2013م، الموافق للأول من شهر رمضان المبارك للعام 1434هـ، وذلك اعتماداً على الحسابات العلميَّة الفلكيَّة الدقيقة الَّتي تفيد ولادة الهلال وإمكانيَّة رؤيته بالعين في أغلب مناطق أميركا الجنوبيَّة، والتي تشترك بجزء من الليل مع أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى من آسيا».
وأشار البيان إلى أنَّ المناطق التي تقع شرقاً، والَّتي لا تشترك مع مناطق الرؤية، كأستراليا ونيوزيلندا، تبدأ صيامها يوم الأربعاء الواقع فيه 10 تموز 2013م.