- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حقيقة ما حصل أمام نادي الحرس الجمهوري

Dobatt0القاهرة – «برس نت» (خاص)
لم تشهد مرحلة ما يسمى بالربيع العربي تلاعباً إعلامياً كما شهدته مصر في الاسبوع الأخير. هذا التلاعب الإعلامي كان عاماً وشاملاً وكانت أسبابه مختلفة ومتنوعة حسب الأقطاب الثلاثة الذين كان لهم دور في أحداث بلاد النيل الأخيرة: الجيش ومعارضي مرسي والاخوان المسلمين. كل كان يكتب الحقيقة كما تتوافق وأهدافه السياسية. وحتى الدول التي تتابع باهتمام ما يجري في أكبر دولة عربية اختارت أن تقع في فخ الفريق الذي يناسب مصالحها.
ذهب ما يزيد عن ٥١ قتيلاً في «واقعة دار الحرس الجمهوري»: الجيش يقول إن مسلحين إسلاميين هاجموا المبنى فاضطر الجنود لصدهم، بينما يقول الإخوان إن الجيش قمع مؤيديهم بينما تطالب جبهة انقاذ مصر والرئيس المؤقت بفتح تحقيق.
أمام ارتفاع عدد الضحايا اليومي قررت «برس نت» إجراء تحقيق خاص عبر شبكة مراسلين مصريين وأجانب (فرنسيين وألمان) كانوا حاضرين «الموقعة» وإجراء جوجلة لما يفيدون به في محاولة لمعرفة من المسؤول عن مقتل العشرات من المصريين وجرح ما يزيد عن ٤٠٠ مصري. dobatt 1
يتفق جميع المراسلين الأجانب على أن جميع «شهود العيان أكدوا أن الجيش بادر بفتح النار في تمام الساعة ٣ و٤٥ دقيقة فجراً». يوافق عدد من المدونين المصريين على التوقيت ويتفقون مع الأجانب على أن «عدداً من مؤيدي مرسي كانوا يصلون صلاة الفجر».
في داخل المستشفى في مدينة نصر يقول المراسلون الأجانب بأنهم «لم يشاهدوا أي صحافي مصري في الأروقة أو في الغرف حيث وضع الجرحى». مصور الوكالة الفرنسية أ ف ب قال إنه شاهد ٢٠ حثة ممددة على مدخل المستشفى. مراسل صحيفة «لوموند» أجرى عدد من المقابلات على مدخل المستشفى ثم في الداخل. سائق سيارة إسعاف «لا دخل له مع المتجمعين» قال له «الجيش بادر باطلاق النار من دون أي سبب»، وأكد له أن الجنود كانوا يتقدمون ويضربون بقسوة كل من يقع تحت إيديهم حتى الجرحى». وشدد شاهد آخر أن كل من كان يصيح «مرسي ريسنا» كانوا ينهالون عليه بالضرب المبرح.
شاهد آخر كشف عن اسمه «المهندس الزراعي عبد الحافظ صابر (٣٨ عاماً)» وتحدث وهو في سرير المستشفى وقد أصيب بثلاث طلقات في فخذه وفي ذراعه قال  لمراسل الصحيفة وهو يشير إلى رأسه «كنت ملقى على الأرض بعد أن أصبت فضروبني على رأسي»، وشرح أن «الهجوم بدأ من ثلاث جهات» (شاهد علي حسن) برمي قنابل مسيلة للدموع «كانت الجموع تعيد رميها على الجنود» (لوفيغارو) وبعد ذلك بدأ الرمي برصاص «خردق» (خرطوش يستعمل في صيد الطيور) ثم بعد ذلك برصاص حي. يؤكد مراسل لوموند بأن الطبيب سيف الدين عبد الشكور قال له بأن «الإصابات كانت في أماكن متنوعة من اجساد الضحايا والمصابين ما يشير إلى أنه لم تكن هناك رغبة بالقتل ولكن لم يكن هناك رادعاً بالتصويب نحو الجموع وإطلاق النار». إبراهيم محمود شاهد آخر جالس قرب جامع رابعة العدوية، قال لمراسل الفيغارو «جاء الجنود ليقتلونا»، مشيراً إلى قدمه التذ ولجت بها رصاصة. الشاهد علي حسن – مصاب في فخذه – يقول «كانوا يطلقون النار ثم يتقدمون، يطلقون النار ثم يتقدمون». أحمد المرسي مسؤول سيارات الإسعاف أكد «مقتل سائق سيارة إسعاف وجرح مساعده».
الشاهد «الشيخ حاتم فريد مهدي» مسؤول في جامعة الأزهر كان مستلقياً مضرجاً بدماءه على حمالة إسعاف يقول:«…من دون أي إنذار بدأوا بفتح النار». وقد قابل الصحافيون في المستشفى المحامي حسن شديد الذي جاء مكلفاً من الإخوان المسلمين لأخذ شهادات الجرحى وقال لهم «هذه مجزرة».
على مدخل المستشفى أوقفت «طبيبة الصحافيين وسألتهم: أين زملاءكم المصريين؟ لماذا لا يغطون هذا الحدث؟ وأضافت «هل هذه هي تكملة الثورة التي يتحدثون عنها في ميدان التحرير؟
لاحظ الصحافيون الأجانب أن التلفزيون المصري الرسمي لم يتحدث إطلاقاً يوم الاثنين (في اليوم التالي للواقعة) عن القتلى بين الإخوان المسلمين، بل اكتفى بالحديث عن «الضابط الذي قتل بالرصاص» خلال أحداث الليل، وكانت الكاميرات تكرر مشهد العثور على أكياس وجدت في الميدان الذي هجره مؤيدو مرسي وفيها بعض السكاكين وبعض الرصاصات.