باريس – بسّام الطيارة
كلا لم تبتعد باريس عن الملف السوري، ولم تترك الساحة فقط للقطبين الروسي والأميركي، كما أن باريس ما زالت تراهن على الائتلاف السوري المعارض وتعتبر أن انتخاب أحمد العاصي الجربا رئيساً لهو هو «إنجاز لوضع العربة على سكة التقدم». هذه عناوين لقاء بين عدد محدود من الصحافيين وبين الديبلوماسي الفرنسي الممسك بالملف السوري.
المناسبة؟ حسب قول الديبلوماسي فهي متنوعة: انتخاب جربا من جهة «وتباشير نهاية الصراع القطري السعودي» وبدء «تفعيل دور الجيش السوري الحر». أما «جنيف ٢» فموعد هذا المؤتمر يبتعد، حسب قوله بانتظار «تعديل ميزان القوى على الأرض».
ما الجديد إذاً؟ تحليلات سياسية للوضع الحالي حيث الهيمنة السعودية باتت «واضحة من دون توتر من قبل قطر».
وعلى الصعيد العسكري؟ إلى جانب «تنظيرات عسكرية» ترى أن «التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على الأرض، وإن صح، فهو مبالغ به كثيراً»، ويرى بأن «الفضل يعود لمشاركة حزب الله بقواته».
و«جبهة النصرة»؟ يشدد الديبلوماسي «إننا نعمل على لجم تصاعد قوة الكتتائب الجهادية» ويتابع «ونحاول منعها من السيطرة الفعلية (استعمل كلمة مدنية) على الشمال السوري». ويشير هنا السفير إلى أن «لا يجب المبالغة في تقدير حجم وقوة جبهة النصرة» ويخلص إلى القول «لا أحد يسيطر على الشمال السوري بسبب التنافر والتنافس بين الكتائب الجهادية وعدم تنسيق عملها».
رغم كل هذا يلمح الديبلوماسي بشمل غير مباشر إلى أن تدخل حزب الله «فوت فرصة إسقاط النظام» من هنا الحملة التي بدأت منذ أسابيع على الحزب اللبناني.
ومسألة التسليح؟ يرفض الديبلوماسي الفرنسي الإجابة على سؤال عن تسليح فرنسي للمعارضة: يكتفي بالضحك. ولكنه يشير إلى صواريخ الكونكرس التي سمحت لمقاتلي المعارضة بمهاجمة مدرعات الجيش السوري. في المقابل يكشف الديبلوماسي بأن «السعوديين باتوا يسلمون الأسلحة إلى الجيش السوري الحر وتوقفوا عن تسليح الكتائب الجهادية» وقد يكون هذا وراء تفسير «انضمام عددآ لا بأس به من أفراد الكتائب إلى المجلس العسكري الموحد الذي يقوده اللواء سليم إدريس».
خبير يعمل مع الديبلوماسية الفرنسية قيّم ما ورد على لسان الديبلوماسي بأنه «مجرد طاحونة كلام» وأن نقطتين وحيدتين تلازما «حقيقة الوضع على الأرض»: النقطة الأولى تتعلق بتغير القيادة وتراجع الدور القطري، ويرى الخبير في هذا «خسارة لفرنسا» إذ أن «شق الخلاف الإيديلوجي مع السعودية يمكن أن يكون أعمق مما كان مع قطر» ويضيف بأن «المصلحة السعودية الأولى هي في الولايات المتحدة». النقطة الثانية هي «حقيقة تقدم تنظيم وقوة الفرق العاملة تحت قيادة إدريس»، والنقطتان لا يمكن تسجيلها في خانة الانجازات الفرنسية.
ماذا يبقى لفرنسا؟ لبنان؟ لا يتردد الديبلوماسي من توجيه الاتهام إلى جبهة النصرة بتفجير الضاحية الجنوبية في بئر العبد حيث معقل حزب الله وأشار إلى أن «النصرة قد تكون وراء العملية»، وبعد برهة تردد يضيف «ومن المحتمل جداً أن تكون جماعة الاسير» قد نفذت تلك العملية.